توقعات بإبطاء المركزي الأميركي وتيرة رفع أسعار الفائدة بعد إفلاس 3 بنوك

13 مارس 2023
ساهمت الارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة في إضعاف البنوك (Getty)
+ الخط -

تزايدت التكهنات باتجاه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لمراجعة سياسته النقدية المتشدة وإبطاء معدل رفع سعر الفائدة بعد الأزمة التي واجهت 3 مصارف أميركية خلال فترة قصيرة.

كما انخفضت أسعار الفائدة للسندات السيادية في السوق الاثنين، وبلغت نسبة الفائدة على القرض الأميركي لمدة 10 سنوات 3,50% مقابل 3,70% الجمعة عند الإغلاق، وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية أمام ستة عملات، 0.153 بالمائة إلى 104.080.

وقد تقنع الأحداث الأخيرة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بابطاء الإيقاع في اجتماعهم القادم يومي 21 و22 مارس/آذار الجاري.

وبعدما كانت غالبية المستثمرين تترقب تواصل الرفع الحاد في أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 0,5 نقطة مئوية، يبدو الآن أن هذا الخيار صار مستبعداً، حيث ساهمت الارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة خلال العام الماضي، لكبح التضخم، في إضعاف البنوك وتباطؤ النشاط الاقتصادي.

وقال إيبيك أوزكاردسكايا من "بنك سويسكوت"، لوكالة "فرانس برس"، إن هذه "الأزمة في القطاع المصرفي تغير المعطيات بشأن توقعات الاحتياط الفيدرالي" .

وأكدت ماريجا فيتمان، كبيرة المحللين الإستراتيجيين للأصول المتعددة في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس State Street Global Markets" أن "فشل بنك سيليكون فالي (SVB) سيدفع البنك المركزي للتركيز على الاستقرار المالي".

وأضافت لوكالة "بلومبيرغ"، اليوم الاثنين، أن "هذا الموقف صعب للمركزي الأميركي، فمن ناحية، يحتاج إلى الاستمرار في رفع الفائدة لوقف التضخم، لكنه يحتاج أيضًا إلى حماية النظام المالي"، مشيرة إلى أنه "وضع يخسر فيه البنك المركزي والسوق ".

وقالت كارول بيبر من "بيبر إنترناشونال Pepper International": "من وجهة نظر البنك المركزي، هناك مخاطر إضافية تحتاج إلى المراجعة، الأمر الذي سيستغرق بعض الوقت".

وأضافت لـ"بلومبيرغ" أن "ذلك سيساعدهم في الحصول على سبب وجيه للتوقف عن رفع الفائدة، لأن تحقيق الاستقرار المالي بصراحة هو الوظيفة الأولى لبنك المركزي".

وقال مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد الأميركيين في مصرف" جيه بي مورغان تشيس أند كو"، في مذكرة للعملاء أمس الأحد: "مستمرون في التطلع لزيادة قدرها 25 نقطة أساس لأسعار الفائدة خلال اجتماع الأسبوع المقبل، وكان لدينا اعتقاد، حتى قبل نشوب مشكلات بالقطاع المصرفي، أن زيادة بمقدار 50 نقطة أساس ستكون غير حكيمة وما زلنا نعتقد ذلك".

أما ليونيل ميلكا من شركة "سوان كابيتل" فقد قال: "لقد نسينا مدى اعتماد النظام المصرفي على الثقة"، مشيرا إلى اهتزاز الثقة في البنوك الإقليمية الأميركية بعد ثلاث حالات إفلاس في الأيام الأخيرة لبنوك "سيليكون فالي" و"سيغنتشر" و"سليفرغيت"، لافتا إلى أن "البنوك الكبرى فقط هي المأمونة".

وكان رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول قد صرح، الأربعاء الماضي، بأن المسؤولين لم يتخذوا قرارا بعد بشأن مقدار الزيادة في أسعار الفائدة، الذي سيتخذونه في اجتماعهم القادم بخصوص السياسة النقدية.

وتابع باول: "لسنا على مسار محدد مسبقا"، وستساعد البيانات القادمة في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى زيادة 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم للمسؤولين.

في اليوم نفسه، أكد البيت الأبيض أنه لن يتدخل في السياسات النقدية لمجلس الاحتياط الفيدرالي، لكن عليه التمهل في ما يتعلق برفع أسعار الفائدة.

واتخذت السلطات الأميركية العديد من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لمحاولة استعادة الثقة في النظام المصرفي الأميركي وتجنب عمليات السحب الضخمة للودائع التي قد تزيد من إضعاف هذه المؤسسات.

ومن بين الإجراءات التي تم الإعلان عنها الأحد ضمان السلطات خصوصا سحب جميع الودائع من بنك سيليكون فالي المفلس.

كما وافق الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على إقراض الأموال اللازمة لبنوك أخرى قد تحتاجها لتلبية طلبات السحب من عملائها.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون