تهاوت مبيعات الذهب في مصر خلال الفترة الأخيرة على خلفية تفشي حالة الركود وضعف القوة الشرائية لدى المستهلك وقرارات حكومية متعلقة بمحاصرة كورونا.
وأكد مسؤول بشعبة الذهب بالغرفة التجارية، تراجع المبيعات حتى في عيد الفطر وحتى الآن، بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50 في المائة، بالمقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي 2020.
وعزا، المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد" السبب الرئيسي إلى فرض الحظر على المتاجر، وإلزامها بالإغلاق الساعة التاسعة مساءً، خاصة وأن القرار جاء في فترة ذروة الموسم والتي تشهد إقبالاً على الزواج، بالإضافة إلى تداعيات فيروس كورنا على الحالة الاقتصادية بشكل عام.
ويرى أنه بالرغم من تذبذب الأسعار إلا أن الذهب مازال ملاذاً آمناً للاستثمار بعكس المدخرات النقدية والتي تفقد الكثير من قيمتها حال ارتفاع نسبة التضخم.
ويشكو صاحب متجر لبيع المصوغات الذهبية، محمد أبوشوك، من انخفاض مبيعاته بنحو 60% في موسم العيد وما بعده، لافتًا إلى أن مبيعاته لا تتعدى في الوقت الحالي 20 غراماً في اليوم، بعد أن كانت في أيام الرواج قبل ثورة يناير/ كانون الثاني، تصل إلى ربع كيلو غرام من الذهب.
ويبيّن أبوشوك، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن بعض كبار التجار أغلقوا متاجرهم، بسبب تذبذب الأسعار، أما صغار التجّار فنتيجة أن ملاءتهم المالية محدودة، وتكاليفهم التشغيلية في أضيق الحدود، فمازالوا يقاومون ولم يصلوا إلى حد الخسائر التي تدفعهم إلى إغلاق متاجرهم.
ويرجع ضعف حركة المبيعات إلى عدة أسباب، منها قرار الحكومة بفرض الحظر وإغلاق المحلات من التاسعة مساءً خلال الفترة الماضية، وكذلك ارتفاع الأسعار وخاصة بعد تعويم الجنيه، وكثرة المتاجر المنافسة، بالإضافة للحالة الاقتصادية بشكل عام، وأيضًا لتفضيل الناس وضع مدخراتهم في البنوك كملاذ آمن من الاستثمار في الذهب نتيجة تذبذب الأسعار، حسب أبوشوك.
ويشير إلى أن تجار الذهب ينتظرون 3 مواسم رئيسية، تشمل، موسم عيد الفطر، وعيد الأضحى، وكان في السنوات السابقة ينضم إليهم موسم عيد الأم قبل تعويم الجنيه.
وعلق الخبير الاقتصادي، عبد النبي عبد المطلب، على التراجع قائلا إن الذهب في مصر لا يعد حاليا أحد أشكال الاستثمار.
وأضاف: "صحيح هناك فئة تكتنز أموالها في الذهب، أي تقوم بتجميد أموالها لوقت الحاجة بهدف الحفاظ على قيمة النقود وعدم تآكل قيمتها بسبب التضخم، لكن هذه الفئة محدودة وليست كبيرة، وتتمثل بشكل أساسي في تجار الجملة، وأصحاب شركات المقاولات الصغيرة، وأصحاب الورش".
يرجع ضعف حركة المبيعات إلى عدة أسباب، منها قرار الحكومة بفرض الحظر وإغلاق المحلات من التاسعة مساءً خلال الفترة الماضية، وكذلك ارتفاع الأسعار وخاصة بعد تعويم الجنيه
ويتابع عبد المطلب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن قانون منع البناء لمدة 6 أشهر، وما تبعه من وضع اشتراطات بنائية جديدة حرم هذه الفئة من مصدر رزقها، وهو ما أدى إلى اضطرارها للسحب من مدخراتها وليس زيادتها، ما أثر بشكل مباشر على حركة مبيعات الذهب، وخاصة في الأعياد والمناسبات.
ويقدر حجم إنتاج المشغولات الذهبية المدموغة في مصر بنحو 65 طنًا في العام، منها 20% مستورد و80% صناعة محلية، بحسب بيانات مصلحة الدمغة والموازين التابعة لوزارة التموين.
يذكر أن مصر تحتضن مئات مواقع إنتاج ذهب، ويتم استخراج الذهب بطريقتين، التقليدية القديمة وهي حفر المناجم وتفتيت الصخور اللماعة، والثانية حديثة ويتم خلالها عمل دراسات جيولوجية لمناطق تواجد الذهب في طبقات الأرض الداخلية، وباستخدام آلات ضخمة وكبيرة تقوم بعمل حفر عميقة في هذه المناطق، ويتمّ استخراج معدن الذهب بشكله الخام مع الصخور والمعادن الأخرى ثم تبدأ عملية تنقيته. ويتركز إنتاج الذهب في مصر حالياً بـ3 مواقع بالصحراء الشرقية هي جبل السكري، ومنطقة حمش، ووادي العلاقي، حسب تقارير رسمية.