ساهمت الاضطرابات الجيوسياسية في روسيا والأضرار التي لحقت بمزارع القمح في منطقة خيرسون في أوكرانيا في ارتفاع أسعار القمح في العالم.
فقد ارتفعت أسعار القمح خلال تعاملات اليوم الاثنين، بعدما واجهت روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي توترات سياسية عززت حالة عدم اليقين بشأن توقعات الشحنات بعد تمرّد مجموعة "فاغنر".
وحسب بيانات وكالة "بلومبيرغ"، صعدت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو بنسبة 2.4% إلى 7.6475 دولارات للبوشل، مقلصة مكاسبها التي بلغت في وقت سابق أكثر من 3%.
وشهدت الأسعار ارتفاعاً كبيراً بعد تمرّد "فاغنر" في روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث سيطرت المجموعة على مدينة روستوف، ثم تحرك عناصرها سريعاً إلى موسكو قبل أن تتوقف بموجب اتفاق لإنهاء التمرّد.
وتعد أسعار القمح مرتفعة بحوالي 28%، على أساس سنوي، خلال يونيو/حزيران الماضي، وتتجه نحو تسجيل أكبر مكاسب شهرية منذ العام 2015، وذلك في ظل جفاف محاصيل الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة. وتعد روسيا أكبر مصدّر للقمح في العالم، وبالتالي فإن أي اضطراب سياسي فيها يشكل تهديدا مباشرا لصادرات العالم من القمح.
وتجلت هيمنة روسيا على سوق الحبوب العالمية، حينما تفجرت الحرب في أوكرانيا، حيث ارتفعت أسعار القمح العالمية وكادت أن تسبب مجاعات في العديد من دول العالم. وقد سجلت صادرات القمح الروسية ارتفاعاً في مايو/أيار الماضي ولكن هنالك مخاوف من أن تتراجع في حال تجدد التمرّد أو اضطرابات أخرى في روسيا.
وحسب تقرير مجلس الزراعة والبستنة العالمي، شهدت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو بعض الدعم في الأسبوع الثاني من شهر يونيو/حزيران الجاري، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المخاوف بشأن التوترات المتزايدة في منطقة البحر الأسود.
وسجلت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو تسليم 23 ديسمبر/كانون الأول المقبل ارتفاعاً بنسبة 0.9% خلال هذا الأسبوع. كما انخفضت العقود الآجلة للذرة في شيكاغو بنسبة 2% خلال نفس الفترة مع تحسن توقعات الإمدادات الأميركية، مما أثر على الأسعار.
ولا تخفي روسيا عدم رضاها عن كيفية تنفيذ صفقة الحبوب في البحر الأسود، حيث أكدت أنها لن توافق على تمديد الصفقة المقرر أن تنتهي في 17 يوليو/تموز المقبل، ما لم تتم تلبية مطالبها بتحسين صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة. وتشمل هذه المطالب استئناف عبور الأمونيا الروسية عبر الأراضي الأوكرانية.
كما يمكن أن يكون لتدمير سد مائي في منطقة خيرسون بأوكرانيا آثار طويلة المدى على الأراضي الزراعية، وقد طاولت الأضرار 94% من أنظمة الري في خيرسون، وهي منطقة تعد من أكثر المناطق خصوبة وإنتاجية في أوكرانيا.
ومع بدء حصاد القمح الشتوي الآن في مناطق معينة من الولايات المتحدة، والقمح الربيعي في مرحلته الرئيسية، يظل الطقس في الولايات المتحدة نقطة مراقبة مهمة للمستثمرين في أسواق القمح. وحسب التقرير، من المحتمل أن تؤدي توقعات هطول الأمطار التي تصل إلى 2 بوصة في كانساس وأوكلاهوما خلال الأسبوع المقبل إلى إبطاء تقدم الحصاد في المنطقة.
وعلى الرغم من التوقعات بأن يصل منسوب المياه إلى ثلاث بوصات في أجزاء من داكوتا الشمالية ومونتانا التي يمكن أن تساعد في تحسين حالة محصول القمح الربيعي، إلا أنها رفعت تقديرات العرض والطلب على السلع الزراعية العالمية (WASDE) الصادرة عن وزارة الزراعة الأمييركية، حيث تم رفع مخزونات القمح العالمية لموسم 2023/24 أكثر مما توقعه المحللون، ليقدر بنحو 270.7 مليون طن، بزيادة عن التقدير السابق البالغ 264.3 مليون طن.