تقنين الخبز يدق أبواب السويداء والأهالي يحتجون

17 أكتوبر 2021
احتجاجات على بيع الخبز بالبطاقات الذكية في السويداء السورية (getty)
+ الخط -

بدأ النظام السوري تقنين الخبز على أهالي السويداء، عبر اعتماد سياسة توزيع كميات محددة من الخبز بحسب عدد أفراد الأسرة عبر ما يعرف بـ"البطاقة الذكية" الإلكترونية، الخاصة بتوزيع المواد التي يدعي النظام دعمها مثل المحروقات وبعض المواد التموينية، الأمر الذي دفع بعشرات المواطنين إلى الاحتجاج أمام الأفران وإجبارها على بيع الخبز بشكل مباشر

وقال مهند صفدي (36 عاما)، موظف في السويداء، "منذ بضعة أيام بدأ الحديث من قبل معتمدي بيع الخبز والأفران العامة والأفران الخاصة عن قرب تطبيق بيع الخبز عبر البطاقة الذكية، أسوة بدمشق والساحل السوري والقنيطرة، والناس في غالبيتها ساخطة على الأمر، فكل مادة توضع على البطاقة الذكية، والمعروفة بين الناس بالبطاقة الغبية يصبح المواطن يحلم برؤيتها، فأسطوانة الغاز وهي حصة العائلة كل 60 يوماً، إلا أننا لا نحصل عليها قبل 90 يوماً، وكذلك السكر والرز والمازوت". 

وتابع "الناس يسمعون ويشاهدون ما يحدث في محافظات أخرى وعلى رأسها العاصمة دمشق، كيف أن كثيرا من العائلات يحرمون من حصتهم من الخبز جراء سوء الشبكة وسوء قاعدة البيانات لهذه البطاقة الذكية، وحتى إن كان لديك أي تعديل أو معالجة ضمن هذه البطاقة عليك أن تنتظر لأكثر من شهرين، في حين تجني شركة تكامل المسؤول التقني عن البطاقة الأرباح الطائلة". 

من جهتها، قالت أم عدي نعيم، (54 عاماً)، سيدة منزل وربة أسرة مكونة من 4 أفراد، لـ"العربي الجديد"، "لم يبق إلا أن يركبوا لنا عدادات على التنفس، فعندما تحول الخبز ليكون على المائدة المادة الرئيسية، فنحن نأكل البرغل والأرز بالخبز لكي نملأ معدتنا، حددت الدولة للمواطن بأن يتناول رغيفاً واحداً على الوجبة، ويبدو أنه لم يخبرهم أحد أن العمال الذين يكدون طوال اليوم تحت الشمس يحتاجون إلى رغيفين أو أكثر على الوجبة، ولم يخبروهم أن السوريين ما زال يأتيهم ضيوف ويتناولون معاً وجباتهم الفقيرة". 

وأضافت "نحن غير مسؤولين عن هدر الخبز ولا عمن يقوم بالاتجار به، وإلا لماذا هناك تموين وشرطة وقضاء؟ لماذا يعاقب المجتمع من أجل بضعة أشخاص يتاجرون بالخبز؟".  

من جانبه، قال مأمون الحمد (42 عاماً)، موظف في القطاع العام، لـ"العربي الجديد"، "قد لا تصدقوا إن قلت لكم إن الدولة تنصب على المواطن وتقوم بخداعه، فبداية قررت الحكومة منع بيع الخبز عبر الأفران وحصر البيع بالمعتمدين بذريعة تخفيف الازدحام أمام الأفران في ظل انتشار فيروس كورونا، فأصبحنا نذهب إلى المعتمد لنجد الكمية محدودة، وكثير من الناس لا يحصلون على الخبز، وجعلونا لقمة سائغة لدى المعتمد الذي يأخذ 50% من ثمن ربطة الخبز كمربح له، والبالغ ثمنها الرسمي 200 ليرة، ويصل سعرها في السوق السوداء إلى 1500 ليرة سورية (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 3400 ليرة)، والحق في النهاية على المواطن لأنه بحسب المسؤولين ليس لديهم ثقافة الشكوى، لكنهم لا يقولون إن المواطن لديه ثقافة اللاجدوى من الشكوى".    

وتابع "أعلم أن مخصصات الأفران منذ أن تم اعتماد المعتمدين تم تخفيضها ما بين 30-40%، وبقيت القوات النظامية تأخذ خبزها من الأفران المدنية العامة، وفي النهاية خلال الأيام القادمة سنجد أننا نذهب للمعتمد ليقول لنا بطاقتكم فارغة أو غير مفعلة أو غيرها من الذرائع، وكل ذلك لكيلا نحصل على حصتنا من الخبز".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

من جانبه قال مدير فرع المؤسسة العامة للمخابز في السويداء علاء مهنا، في تصريح صحافي نشر يوم الأحد في إحدى الصحف المحلية، إنه سيتم تفعيل العمل بالبطاقة الإلكترونية في منافذ بيع الخبز خلال الأيام القليلة القادمة أسوة بباقي المحافظات، بعد الانتهاء من علاج الحالات الخاصة وتسليم كافة الأجهزة والبطاقات العائدة للمعتمدين والبائعين في منافذ البيع.

وبيّن مدير فرع المخابز أنه جرى توزيع نحو 700 جهاز خاص بالبطاقة الإلكترونية على معتمدي بيع الخبز ونقاط وأكشاك البيع والأفران الخاصة على ساحة المحافظة. ولفت إلى أن مخصصات المخابز في السويداء تصل إلى 175 طن طحين يومياً، موزعة بين 112 طناً تقريباً لمخابز القطاع العام و63 طناً لمخابز القطاع الخاص، وأن أجمالي الإنتاج 210 أطنان من الخبز يومياً موزعة على المعتمدين، البالغ عددهم نحو 650 معتمداً، منهم نحو 350 معتمداً في المدينة، إضافة إلى الأكشاك ومنافذ البيع في سورية للتجارة، حيث يبلغ عدد منافذ البيع في مدينة السويداء 7 منافذ ومثلها في شهبا ومنفذ في عتيل ومنفذ في صلخد وآخر في عرمان. 

من جانبها، أفادت مصادر محلية مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، "العربي الجديد"، أنه "وصلت خلال الفترة الماضية العديد من رسائل التهديد إلى المحافظة ومديرية المخابز، تفيد بأنه في حال تم تطبيق بيع الخبز عبر البطاقة الذكية سوف يتم جمع تلك الأجهزة وتحطيمها، وإجبار الأفران على بيع الخبز بشكل طبيعي".

وأضافت أن "عدة نقاط شهدت احتجاجات على اعتماد البطاقة الذكية لبيع الخبز، أبرزها تجمع عشرات المواطنين في بلدة القريا في الريف الجنوبي من المحافظة وفرن البلدة احتجاجاً على الآلية الجديدة، ما أجبر القائمين على الفرن وبعد موافقة المؤسسة على بيع الخبز بعيداً عن البطاقة، كذلك حدث نفس الشيء بالفرن الآلي في مدينة السويداء"، لافتاً إلى أن "المؤسسات الرسمية في المحافظة ما تزال تسعى لتثبيت الآلية الجديدة في السويداء، الأمر الذي يهدد بحدوث توترات أمنية". 

المساهمون