تقرير: إيردات "الدولة الإسلامية" 1.5 مليار دولار سنويا

08 سبتمبر 2014
البترول من مصادر تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" (أرشيف Getty)
+ الخط -


توقع تقرير لمؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي أن تبلغ إيرادات تنظيم "الدولة الإسلامية في سوريا والعراق" نحو 1.5 مليار دولار في السنة.

وقال التقرير، الذي صدر أمس، إن هذه الإيرادات تجعل "داعش" التنظيم الأكثر ثراء في العالم، لكنها لا تسمح "للخلافة الإسلامية"، التي أعلن عن إقامتها في حلب بسوريا إلى ديالى في العراق، بأن تكون قابلة للحياة في المدى الطويل.

وأوضح  التقرير أن إدارة المحافظات الست التي يسيطر عليها التنظيم (الرقة ودير الزور وصلاح الدين وديالى والأنبار ونينوى) تتطلب مبالغ طائلة والقدرة على تأمين الخدمات لأراضٍ شاسعة يسكنها 8 ملايين نسمة، موزعة بين 5 ملايين في العراق و3ملايين في سوريا.

وأشار التقرير إلى أن القوة العسكرية للتنظيم لا تقل عن 50 ألف مقاتل في سوريا، ويحتاج إلى مصدر ثابت للدخل كي يتمكّن من ترسيخ دعائم هذه الدولة.

ووضع التنظيم آليات لتحصيل الضرائب، كما يشارك في أنشطة السوق السوداء، ويقوم بإنتاج النفط والغاز وبيعهما، لكن تبيّن حتى الآن أن هذه الإجراءات غير كافية.

وقال التقرير إن التنظيم يجمع ضرائب تصل قيمتها إلى 8 ملايين دولار شهريا من مدينة الموصل وحدها، ويُجبى الجزء الأكبر من هذه "الضرائب الجهادية" من الشركات والأقليات الدينية.

كما فرض التنظيم ضريبة بقيمة 200 دولار على الشاحنات في شمال العراق للسماح لها في كل مرة بعبور الطرقات بأمان، كما عمد التنظيم إلى نهب المصارف حيث استحوذ على نحو 400 مليون دولار من المصرف المركزي في الموصل - وخطف الأجانب مقابل فدية واليت تبلغ عادة نحو 100 ألف دولار لكن يمكن أن تصل إلى 135 مليون دولار.

واعتبر التقرير أن "تنظيم الدولة الإسلامية" يحصل على المال من الجهات الداعمة في الخليج وأوروبا، دون أن يسمي هذه الجهات أو يدلي بأي معطيات بشأن حجم الدعم الذي تقدمه لهذا التنظيم. 

ويسيطر التنظيم حاليا، وفق التقرير، على 30 إلى 40% من براميل النفط التي يتم إنتاجها يوميا في دير الزور، وتصل إلى 100 ألف برميل، كما حاول أيضا الاستيلاء على مصفاة بيجي بشمال العراق نهاية الشهر الماضي.

وتشير تقديرات إلى أن التنظيم يستخرج نحو 35 ألف برميل يومياً في العراق ويبيع برميل النفط الذي يستخرجه من سوريا والعراق، بأسعار تتراوح من 30 إلى 50 دولارا، أي أقل من قيمته في السوق للحفاظ على التنافسية، إلى وسطاء في عدة دول مجاورة للعراق.

وأوضح التقرير إن عائدات التنظيم من سوق النفط بالعراق تصل إلى نحو مليون دولار يوميا، بينما يولّد النفط السوري والعراقي معا 3 ملايين دولار كحد أقصى للتنظيم يوميا، أو نحو مليار دولار في السنة.

ورأى أن التنظيم لا يستطيع أن يفرض سلطته في المدى الطويل دون أن يحكم، ما يقتضي بناء نوع من البنى التحتية وتأمين الخدمات بصورة مستمرة.

ويشير إلى أن منع التنظيم من الوصول إلى المال أن يشكّل وسيلة فعالة لإضعافه  لاسيما عبر مكافحة تهريبه للنفط وشبكات التجارة غير المشروعة في المنطقة، لأن "الخلافة"، على الرغم من مواردها المالية ومموّليها الإقليميين، لن تكون قابلة للاستدامة اقتصادياً.

ويضم "مركز كارنيجي للشرق الأوسط"، الذي أسسته في العام 2006 مؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي"، مجموعة من الخبراء في السياسة العامة، وهو يشكّل مركز أبحاث مقره بيروت في لبنان.

ويُعنى المركز بالتحديات التي تواجه التنمية والإصلاح الاقتصاديين والسياسيين في الشرق الأوسط والعالم العربي، ويضم باحثين من المنطقة من الذين يتابعون أبحاث معمقة حول القضايا الحيوية التي تواجه دول المنطقة وشعوبها. 

ويأتي إصدار هذا التقرير في وقت تتواصل فيه جهود تشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي هذا السياق، كان دعا بالرئيس الأميركي باراك أوباما، وجه دعوة دول في المنطقة إلى الوقوف بحزم ضد ما أسماه "خطر التطرف السنّي"، المتمثل حالياً بـ"داعش".

وذكر أوباما بالاسم، السعودية ودولة الإمارات والأردن وتركيا، قائلاً "سنحتاج إلى هذه الدول، وستحتاج هذه الدول إلى الانخراط في الجهود الدولية الساعية إلى تحجيم خطر داعش"، قبل أن يضيف: "هذه هي منطقتهم، والاستهداف موجّه إليهم حالياً بشكل مباشر، أكثر مما هو موجّه إلينا".

ومن المقرر أن يلقي أوباما كلمة، بعد غد الأربعاء، وذلك عشية الذكرى الثالثة عشر لهجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001.

ووجه الجيش الأميركي أكثر من 130 ضربة جوية ضد متشددي "الدولة الإسلامية" في العراق، خلال الشهر الماضي.

يذكر أيضا أن وزراء العرب اتفقوا، في اجتماع انعقد بالعاصمة المصرية القاهرة، أمس الأحد، على اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية والتعاون مع الجهود الدولية والإقليمية والوطنية لمحاربة المتشددين الذين اجتاحوا مساحات واسعة من العراق وسوريا.

المساهمون