تفاقم أزمة الغاز المنزلي في سورية

27 ابريل 2021
تصاعد الأزمات يرهق السوريين (فرانس برس)
+ الخط -

يطول انتظار السوريين هذه الأيام للحصول على مستحقاتهم من الغاز المنزلي عبر "البطاقة الذكية"، في ظل تخبط الذرائع غير المقنعة من النظام، حيث يجبَر المواطنون على اللجوء إلى السوق السوداء ليقعوا ضحية الابتزاز والحاجة.
يتفحص أبو عابد الخطيب (57 عاما)، موظف في إحدى الدوائر العامة في دمشق، الرسائل التي تصله على هاتفه المحمول، قائلا لـ"العربي الجديد": "منذ 10 أيام وأنا أنتظر أن تصلني رسالة استلام أسطوانة الغاز المنزلي، وإلى اليوم لا حياة لمن تنادي، في حين يبدو أن الدور عبر التطبيق الخاص بالبطاقة الذكية منذ 15 يوما لم يتغير، ما يعني أنني سأنتظر فترة أطول.
وأضاف: "في بيتي لا يوجد غاز للطهي، كل ما استطعت فعله هو استعارة طباخ كهربائي من أحد الأصدقاء لكن سوء واقع التيار الكهربائي لا يسمح لنا بالاستفادة منه".
وتابع: "الشهر الماضي، تم رفع سعر أسطوانة الغاز من 2700 ليرة إلى 3850 ليرة (الدولار = نحو 2890 ليرة)، وهناك معتمدون يبيعونها للمواطن بـ4300 ليرة بحجة أنهم يشترون وقود لسيارة النقل من السوق السوداء، ولم يعد الراتب يكفي لشراء هذه الاحتياجات الأساسية، فمن أين سيجلب المواطن قوت عائلته إذاً؟".

من جانبه، اعتبر مؤيد عوض (37 عاما)، موظف في شركة خاصة في دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، أن مسألة التوزيع عبر البطاقة الذكية هي عملية شل للمواطنين، فكل منا ينتظر أن تصله رسالة استلام الغاز أو المواد التموينية أو مازوت التدفئة، وبالتالي لن تجد الناس تتجمهر أمام معتمد التوزيع ولا أمام المسؤولين، بذريعة أن عليك انتظار الرسالة، ولكن لا أحد يعلم كم يعاني المواطن عندما يتم تأخير استلام أسطوانة الغاز أو المواد التموينية".
وأضاف أن "سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء يتراوح ما بين 20 و30 ألف ليرة، أي أن راتب الموظف لا يكفي لشراء أسطوانتَي غاز، في حين أن النظام يعطي العائلة كل 60 يوما أسطوانة بوزن 10 كغ، وهي غالبا تكون أقل من ذلك، إن لم يكن بها تسريب فيطير الغاز في الهواء، دون أي حق باستبدالها، وبالتالي إن كان تسليم الغاز بالوقت المحدد تكون حصة العائلة اليومية من الغاز نحو 166 غراما من الغاز، هي للطهي وتحضير المشروبات وغيرها من المسائل وهذا من المستحيل أن يكون كافيا".
من جهته، علق معتمد غاز في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، على مسألة التأخر بتوزيع الغاز، قائلا: "المشكلة الحقيقية هي عدم وجود المادة، وغالبا ننتظر أياماً والأسطوانات في السيارة بسبب عدم وجود غاز سائل، طبعا هناك ذرائع أخرى مثل عطل فني هنا أو هناك، لكن بالأصل المشكلة هي نقص المادة، إضافة إلى أنهم لا يسمحون للمعتمد بأخذ مخصصاته إلا إن كان جميع المواطنين الذين وصلتهم رسائل قد استلموا أسطواناتهم، فأي تأخير أيضا يسبب تأخير استلام الدفعة ولكن ليوم أو اثنين ليس أكثر".
ولفت إلى أن "سبب ارتفاع السعر هو أن المعتمد هو من عليه نقل الأسطوانات وغالبا لا يوجد وقود للسيارات، ما يضطره إلى شراء وقود من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، ما يجبر بعضهم على رفع الأسعار وهم يعلمون لكن دون وضع حلول".

بدوره، قال مدير جمعية معتمدي غاز دمشق، صبري الشيخ، في تصريح لصحيفة "الوطن" المحلية الموالية، إنه بدأ تنفيذ وجبة الغاز منذ الأسبوع الماضي في العاصمة وإن جميع من ينتظرون على الدور من المعتمدين لا يعودون من دون الحصول على مستحقاتهم.
ويعيد الشيخ السبب في عدم حصول المعتمد على دوره في التعبئة لعدم انتهاء الكمية المخصصة له لتوزيعها وبالتالي عدم تصفير الجهاز ما يؤثر حكماً على دوره في التعبئة. ولفت إلى أن عدد الأسطوانات المخصصة حالياً لدمشق وريفها يتراوح يومياً بين 20 و25 ألف أسطوانة، نافياً وجود أي نقص في المادة. وأوضح أن الاستهلاك اليومي في الشتاء للعاصمة وريفها لا يزيد على هذا الرقم بأكثر من 4 آلاف أسطوانة.
إلا أن الصحيفة نقلت عن مديرين في الغاز قولهم إن الاستهلاك اليومي للعاصمة وريفها يتراوح بين 40 و45 ألف أسطوانة غاز، كما أن مدير عمليات الغاز في المحروقات أحمد حسون صرح لها بداية الأسبوع الماضي بأن حجم النقص في الغاز المنزلي يتراوح بين 15 و20 بالمائة وأن سببه يعود لضعف التوريدات، مبيناً أن حاجة المحافظات كافة تبلغ 3 ملايين أسطوانة في الوجبة الواحدة، في حين أن المتوفر حالياً هو 2.2 مليون أسطوانة، واعداً المستهلكين بعودة الأمور إلى طبيعتها عند انتظام التوريدات.
يشار إلى أن المواطنين في مناطق النظام يعانون من العديد من الأزمات جراء نقص كبير في الوقود والخبز، في ظل ارتفاع كبير بالأسعار في حين يزداد الفقر والعوز.

المساهمون