تفاؤل بنجاة الاقتصاد الأميركي من الركود.. سوق العمل لا يزال قوياً

11 ديسمبر 2022
متعاملون في سوق "وول ستريت" في نيويورك (Getty)
+ الخط -

قبل بضعة أشهر كان التشاؤم يسيطر على شركات "وول ستريت" التي كانت تعتقد أن مجلس الاحتياط الفيدرالي لن يكون قادراً على التراجع بسهولة عن سعر الفائدة المرتفع وأن الاقتصاد يتجه نحو الركود العميق.

ولكن يبدو أن البيانات الجديدة بثت نوعاً من التفاؤل في مسار الاقتصاد وأن السياسات النقدية الأميركية تتجه نحو تحقيق اهدافها في "الهبوط الناعم" وتفادي الركود الاقتصادي. 

وتقوم الصناديق المشتركة وصناديق التحوط التي تدير أصولًا بنحو 4.8 تريليونات دولار بوضع الأموال في الأسهم التي ستستفيد من تباطؤ التضخم وانخفاض أسعار الفائدة وتجنب الاقتصاد الأميركي الركود، وفقًا لتحليل أجرته مجموعة "غولدمان ساكس غروب".

ووجد تحليل "غولدمان ساكس" أن المستثمرين يحتفظون بمراكز شرائية أكبر من المتوسط ​​في أسهم شركات الصناعات والمواد والطاقة. وهذه القطاعات الثلاثة عادة ما تكون حساسة للتغيرات في الاقتصاد أكثر من غيرها، مما يعني أن رهانات المستثمرين يجب أن تؤتي ثمارها في النهاية، إذا تمكنت الولايات المتحدة من تجنب الانكماش العميق أو "الهبوط الحاد" في النمو الاقتصادي.

وحسب "وول ستريت جورنال"، انتعشت الأسهم من أدنى مستوياتها لهذا العام، لكنها لا تزال في طريقها لتحقيق أكبر خسائر منذ العام 2008. وترى أن مجلس الاحتياط الفدرالي سيواصل خفض الزيادة في سعر الفائدة من مستواها المرتفع 0.75% إلى 0.5% في اجتماعاته المقبلة.

وأعطت البيانات الأخيرة المستثمرين بعض الأمل في هذا السيناريو الجديد القائم على تغليب نجاح سياسيات مجلس الاحتياط  الفدرالي في تحقيق "الهبوط الناعم" خلال الشهور المقبلة. 

وحتى الآن، ظل سوق العمل قوياً، حيث سجل معدل البطالة انخفاضاً تاريخياً عند مستوى 3.7% الشهر الماضي، كما ارتفع الإنفاق الاستهلاكي. وهناك دلائل على أن التضخم آخذ في الانحسار في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 7.7% الشهر الماضي، وهو معدل سريع، ولكنه مع ذلك هو أقل ارتفاعاً على أساس سنوي منذ يناير/ كانون الثاني.

في هذا الصدد، قالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة "نورثرن تراست ويلث منجمنت" الأميركية، كاتي نيكسون في تعليقات نقلتها "وول ستريت جورنال"، "يبدو من المرجح بشكل متزايد أن الولايات المتحدة ستنجو من الانكماش الاقتصادي الحاد".

ولكن رغم ذلك لا يزال الجدل محتدماً في وول ستريت حول مسار الاقتصاد، ويقول مستثمرون آخرون إن ركوداً أعمق قد يلوح في الأفق. ولا تزال هناك تحديات إضافية أحدها هو سوق العمل المحموم.

وفي خطاب ألقاه الشهر الماضي، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن الأجور لا تزال تنمو بسرعة كبيرة جدًا للسماح بالتضخم بالعودة إلى هدف البنك المركزي البالغ 2%.

ولا يزال معدل البطالة بالقرب من أدنى مستوياته التاريخية، حتى بعد زيادات مجلس الاحتياطي الفيدرالي القوية في معدل الفائدة. 

المساهمون