تغيّر المناخ يهدد إنتاج الشاي في كينيا

10 مايو 2021
26,2 في المائة من مناطق زراعة الشاي مهددة بالتدمير في كينيا (فرانس برس)
+ الخط -

من المتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى تدمير إنتاج الشاي في كينيا فيما تواجه أكبر دولة مصدرة لهذه النبتة في العالم ارتفاعا متزايدا في درجات الحرارة وأمطارا غير منتظمة وغزوا للحشرات، وفقا لتحليل صدر الإثنين عن جمعية "كريستشن إيد" الخيرية.
والشاي هو المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء، ومن المتوقع أن يكون لانقطاع الإمدادات من هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا، تأثير عالمي.
وحدد التقرير التهديدات المختلفة التي يواجهها محصول الشاي الأسود في كينيا، بالإضافة إلى الأخطار التي من المحتمل أن تواجهها الدول الأخرى مع استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

ونقلا عن دراسة تمت مراجعتها، أفاد التقرير بأن التهديد الرباعي المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام المتساقطات والجفاف وغزو الحشرات، من المتوقع أن يدمر 26,2 في المائة من مناطق زراعة الشاي المثالية في البلاد بحلول العام 2050.
ومن المتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى تقليص المناطق ذات ظروف النمو المتوسطة النوعية بنحو 40 في المائة في الإطار الزمني نفسه.
قال ريتشارد كوسكي، وهو مزارع شاي من المرتفعات الغربية في كينيا: "على مدى أجيال، زرعنا الشاي بعناية ونحن فخورون بأن الشاي الذي نزرعه هنا هو الأفضل في العالم".
وأضاف: "لكن تغيّر المناخ يشكل تهديدا حقيقيا لنا. لا يمكننا توقع المواسم بعد الآن، ودرجات الحرارة آخذة في الارتفاع وهطول الأمطار لم يعد منتظماً".
وأوضحت رئيسة قسم أفريقيا في منظمة "كريستشن إيد" كريمي كينوتي، أن الشاي هو مجرد مثال آخر على كيف يقع العبء الأكبر لأزمة المناخ على الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الأقل مسؤولية عنها.
وقالت إن "الأفارقة يشكلون 17 في المائة من سكان العالم، لكننا ننتج أربعة في المائة فقط من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسببت في أزمة المناخ".
وتابعت: "ومع ذلك، فنحن من يعاني وطأة تداعيات تغيّر المناخ".
العالم سيشاهد
وحذّر التقرير من أن سبل عيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في قطاع صناعة الشاي الكيني ستتعرض للتهديد، خلال العقدين المقبلين.
وتستعد بريطانيا، أكبر مستهلك للشاي للفرد، لاستضافة محادثات المناخ للأمم المتحدة في غلاسكو في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال محمد أدو مدير مركز بحوث الطاقة والمناخ في أفريقيا "باور شيفت"، إن مفاوضات مؤتمر الأطراف (كوب 26) قدمت فرصة حيوية للدول الأكثر ثراء لتقديم الدعم المناسب للدول الفقيرة التي تضطر للتكيف مع تغيّر المناخ.

وأضاف: "بصفتها ملوثا تاريخيا رئيسيا وصانعة الثورة الصناعية، لعبت المملكة المتحدة دورا كبيرا في حالة الطوارئ المناخية التي نعاني منها نحن (الكينيون)".
ولفت إلى أن "هذا العام، بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمري مجموعة الدول السبع ومؤتمر الأطراف، تؤدي المملكة المتحدة دورا كبيرا في محاولة التصدي لها".
وختم: "العالم بأسره سيشاهد، خصوصا مزارعي الشاي الكينيين وغيرهم من الأشخاص الموجودين على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ".
(فرانس برس)

المساهمون