تغييرات بفريق بايدن الاقتصادي.. مخضرمة من "زمن كلينتون" آخر الملتحقين

17 فبراير 2023
لايل برينارد كبيرة المساعدين الاقتصاديين لبايدن (فرانس برس)
+ الخط -

عين الرئيس الأميركي جو بايدن لايل برينارد، نائبة رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، والتي شغلت منصب مستشارة اقتصادية للرئيس الأسبق بيل كلينتون، في منصب كبيرة المساعدين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، ليخلص البنك من واحدة من أكبر المتشائمين المتحفظين فيه، ويترك الباب مفتوحاً أمام تعيين وجه جديد في المنصب الشاغر.

وجاء تعيين برينارد ضمن سلسلة من التغييرات في المناصب الاقتصادية القريبة من البيت الأبيض، حيث اختار مساعدين اقتصاديين آخرين، من بينهم جاريد بيرنشتاين، الذي تمت ترقيته ليصبح رئيساً لمجلس المستشارين الاقتصاديين، الذي كان يعمل به بالفعل.

أيضاً أعلن بايدن عن أدوار موسعة لهارات رامامورتي، وهيذر بوشي، وجويل جامبل، حيث أعاد تشكيل فريقه الاقتصادي، واحتفظ ببعض الوجوه المألوفة، في وقتٍ مازالت قدرات صانعي السياسات النقدية والمالية في البلاد مسخرة لمحاولة النزول بمعدل التضخم إلى مستواه المستهدف حول 2%، مع تجنب ركود الاقتصاد.

ويأتي صعود برينارد إلى المنصب الجديد، الذي يجعل منها مديرة للمجلس الاقتصادي الوطني في نفس الوقت، ليثبتها بقوة في الدائرة المحيطة بالرئيس الأميركي، خلفًا لبريان ديز، الذي أعلن رحيله في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال بايدن في بيان يوم الثلاثاء إن برينارد "تجلب عمقًا غير عادي من الخبرة الاقتصادية المحلية والدولية"، مضيفاً: "إنها من المخضرمين الموثوق بهم في مؤسساتنا الاقتصادية، ممن يدركون جيداً كيف يؤثر الاقتصاد في حياة المواطن العادي".

وتعد برينارد ثاني امرأة تقود المجلس الاقتصادي الوطني، وتنضم إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين كمسؤولتين سابقتين بالبنك الفيدرالي في الإدارة الحالية، حيث ينتظر منهما الاضطلاع، رغم عدم اتفاقهما في العديد من الآراء، بأدوار بارزة في تنفيذ القوانين التي تم إقرارها بعد وصول بايدن للبيت البيض، مثل قانون خفض التضخم الذي يؤمل به تقليل الضغوط التضخمية على الأميركيين.

وشغلت برينارد منصب نائب الرئيس منذ مايو/أيار 2022، بعد عملية تأكيد سلسة نسبيًا وتصويت مجلس الشيوخ الذي تضمن دعمًا من سبعة جمهوريين، ؤغم انتمائها للحزب الديمقراطي، وكانت في أواخر عام 2021 أكبر منافس لرئيس البنك الحالي جيروم باول، الذي منحه بايدن الفرصة لاستكمال مهمته.

وقبل أن يحسم بايدن اختياره وقتها، ضغط الأعضاء التقدميون في الحزب الديمقراطي لاختيار برينارد لرئاسة البنك، أملاً في تشديد القيود على المؤسسات المالية، وإعطاء المزيد من الأهمية للتعامل مع تهديد التغير المناخي، وهو الدور الذي عجز البنك بقيادة باول عن القيام به خلال الأشهر العشرة الأخيرة، بينما كان لبرينارد خطة واضحة لتوجيه أكبر للبنوك نحو إدارة المخاطر المتعلقة بالمناخ، كجزء من جهدٍ أشمل لرصد المخاطر المحتملة على النظام المالي برمته.

وخلال عضويتها لمجلس محافظي البنك الفيدرالي، امتنعت برينارد عن التصويت في 23 مناسبة، تعبيراً عن رفضها الإجراءات الرامية لتخفيف القيود التي تم فرضها على البنوك الأميركية في أعقاب الأزمة المالية العالمية.

وتبلغ برينارد من العمر 61 عاماً، والتحقت بالبنك الفيدرالي بترشيح من الرئيس الأسبق باراك أوباما، وعملت في وزارة الخزانة في عهده، بالإضافة إلى سابق عملها مستشارة اقتصادية للرئيس الأسبق بيل كلينتون.

ويشيد أغلب من تابعوا عمل برينارد بقدراتها الفائقة على التفكير خارج صندوق سياسات الاقتصاد الكلي المعتادة، وهو ما ظهر جلياً في مقاومتها لتوجه رئيسة البنك السابقة جانيت يلين في عام 2015 لرفع معدلات الفائدة على أموال البنك بعيداً عن نطاقها الصفري.

وأرجعت برينارد موقفها الرافض لتلك السياسات إلى توقعها حدوث آثار سلبية على نمو الاقتصاد الأميركي والعالمي، وعلى انخفاض معدل التضخم عن مستواه المستهدف من البنك، والمقدر باثنين في المائة. وأثبتت السنوات التالية صحة وجهة نظر برينارد، قبل أن يأتي ترامب ويضغط باتجاه تخفيض معدل الفائدة من جديد، ثم ليسحقه تماماً وباء كورونا.

وينسب لبرينارد الفضل في اقتراح سياسات التيسير الكمي، بما فيها شراء السندات من السوق الأميركية الثانوية لتحفيز الاقتصاد الأميركي، قبل أن تظهر غيمة الوباء في سماء أسواق العالم. 

وعلى مدار السنوات الأخيرة، كانت برينارد العضو الأكثر تحمساً ضمن محافظي البنك لفكرة إصدار الدولار الرقمي، والأكثر تحذيراً من خطورة التأخر في وضع الضوابط الضرورية للتعامل في العملات الرقمية غير التابعة للبنوك المركزية.

ولدت برينارد لأب دبلوماسي أميركي في مدينة هامبورغ بألمانيا الغربية، التي قضت فيها وفي بولندا أغلب سنوات طفولتها، إلا أنها حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد الأميركية العريقة، ودَرَّسَت لست سنوات في جامعة MIT الشهيرة، قبل أن تلتحق بفريق المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض في عهد الرئيس كلينتون، وتنتقل بعده للعمل في معهد بروكينغز.

وشغلت برينارد موقعها في مجلس محافظي البنك الفيدرالي منذ عام 2014، أي أنها عاصرت الرؤساء أوباما وترامب وبايدن أثناء تواجدها في البنك، كما شغلت منصب كبير مبعوثي وزارة الخزانة الأميركية، ومثلتها في العديد من المحافل الدولية.

المساهمون