تشهد أسواق الخرطوم شللا تجاريا كاملا وثباتا في الأسعار في اليوم الثاني لتعويم الجنيه السوداني، وسط سيادة حالة من الترقب في أوساط المواطنين لحدوث المزيد من الارتفاع في الأسعار عقب التعويم. في المقابل، يتخوف التجار من تآكل رؤوس أموالهم بسبب معاودة ارتفاع الدولار في السوق الموازي من 380 جنيهاً أمس الأحد إلى 400 جنيه اليوم الاثنين.
وكشف تاجر سلع استهلاكية بالخرطوم بحري الحاج حسن عيسى لـ"العربي الجديد" أن المبيعات توقفت منذ أمس عقب صدور قرار تعويم العملة. وأشار إلى تسبب الشائعات التي استبقت القرار في زيادة أسعار السكر المستورد لارتباطه بالدولار. ولفت إلى أن إعلان تعويم الجنيه مع وجود فجوة في النقد بالبلاد يؤدي للمزيد من انفلات أسعار السلع الاستهلاكية.
وأعلنت وزارة التجارة السودانية عن اتجاه لزيادة الرسوم الجمركية على السلع الكمالية للحد من استيرادها، وبحث آلية لضمان دخول الصادر لبنك السودان. وأشارت إلى إجراءات مرتقبة لتخفيف الآثار السالبة لقرار تعويم العملة على المواطنين، عبر توفير السلع التموينية بأسعار معقولة، وفي متناول أيدي المواطنين عبر برنامج "سلعتي"، وتنشيط التعاونيات.
وقال تاجر السلع في الخرطوم محمد الزين صغيرون لـ"العربي الجديد" إن قرار تعويم الجنيه ربما ينعكس استقراراً في سعر الصرف بالسوق الموازي في حال وضع سياسات اقتصادية واضحة، وتوفير احتياطي نقدي كبير في البنوك السودانية لمقابلة استيراد السلع الضرورية فقط. وأشار إلى استمرار ارتفاع أسعار السلع حاليا بالأسواق، وضمناً المنتجات الأساسية للأسر.
وعبّر عدد من تجار العملة، لـ"العربي الجديد"، عن إمكانية نجاح محاولات الحكومة الانتقالية في إنهاء السوق الموازي بشكل كامل عبر تدخلها بضبط عاملي العرض والطلب على الدولار، حال التأكيد على دخول ملياري دولار إلى خزينة بنك السودان المركزي وتوقعاتها بوصول 5,2 مليارات دولار من الخارج.
وتوقع تاجر عملة معاودة انتعاش الطلب على الدولار بالسوق وتراجع العرض، لافتا إلى أن التجار توقفوا عن البيع آنيا لترقبهم نتائج التعويم والذي تسبب في إرباك نشاطهم.