تشديد الإغلاق في لندن: مسمار آخر في نعش صناعة الضيافة

15 ديسمبر 2020
زيادة إجراءات الإغلاق في لندن (Getty)
+ الخط -

حذر قادة الأعمال في بريطانيا من أن آلاف الوظائف معرضة للخطر بسبب قرار الحكومة "غير المنطقي" بإغلاق الحانات والمطاعم والفنادق في جميع أنحاء لندن استجابةً لارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا. وذلك، بموازاة التعثر في توصل بريطانيا إلى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي لمرحلة ما بعد بريكست.

وقالت هيئة تجارة الحانات إن هذه الخطوة هي "مسمار آخر في النعش"،حيث  سيتم قفل 15489 مرفقاً على الأقل في العاصمة، بالإضافة إلى أجزاء من إسيكس وهيرتفوردشاير، إلى المستوى 3 اعتباراً من يوم الأربعاء.

وستنضم هذه المرافق إلى قائمة 35742 محلا مغلقا بالفعل في مناطق مثل مانشستر الكبرى وكينت وشرق ميدلاندز وأجزاء من يوركشاير. التغيير يعني أن أكثر من 53% من أماكن الضيافة الإنكليزية لن تتمكن من تقديم أي شيء باستثناء الوجبات الجاهزة والتسليم إلى المنازل.

وقالت كيت نيكولز، الرئيس التنفيذي للهيئة التجارية في حديث مع "ذا غارديان"، إن العديد من الحانات والمطاعم والمقاهي والفنادق، بعد أن استثمرت الكثير لجعل أماكنها آمنة، تستعد إلى تلقي ضربة أخرى ضخمة.

وأضافت أن "زيادة الإجراءات تكتيك غير منطقي يفشل في معالجة كوفيد بشكل فعال ولكنه يدفع الشركات نحو الفشل ".وقالت إنه لا يوجد دليل قاطع على أن الضيافة كانت مصدراً لتفشي المرض، مشيرة إلى أن المدارس ناقل أكثر أهمية للأمراض.

ومن المقرر الإعلان عن مراجعة رسمية للمستويات الإقليمية لتفشي كورونا يوم الأربعاء. وقال إيدي كرزون، مدير مجموعة الضغط التجاري في لندن CBI لـ "ذا غارديان": "تدرك الشركات في لندن أنه يجب السيطرة على معدلات الإصابة المتزايدة، والقيود الأكثر صرامة ضرورية لإنقاذ الأرواح والحماية من الندبات الاقتصادية طويلة المدى".

ومع ذلك، فإن التأثير المالي لتشديد الإجراءات في لندن سيكون صعباً. ستواجه الشركات  خاصة تلك التي تعمل في قطاعات مثل البيع بالتجزئة والضيافة المزيد من القيود وهي بمثابة ضربة مدمرة. إذ قد تكون آلاف الوظائف وسبل العيش في خطر.

فيما اعتبر تجار التجزئة في لندن أن تشديد تدابير الإغلاق سيزيد من آلام الشركات التي تعاني بالفعل من غياب السياح والتحول إلى العمل من المنزل. حيث انخفضت أعداد المتسوقين في العاصمة بأكثر من الثلث مقارنة بالعام الماضي.

وكان قادة الصناعة التحويلية في بريطانيا حذروا من "ضربة قاضية" محتملة إذا لم يتمكن رئيس الوزراء بوريس جونسون من ضمان التوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي قبل انتهاء الترتيبات الانتقالية المؤقتة في 31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وقالت هيئة "ميك يو كيه" التجارية للمصنعين البريطانيين، وفق وكالة رويترز، الاثنين، إنها خفضت توقعاتها لنمو القطاع في عام 2021 إلى 2.7% من 5.1% قبل ثلاثة أشهر فقط، وهو ما يقرب من نصف معدل النمو الذي تتوقعه للاقتصاد الأوسع.

وقال ستيفن بيبسون الرئيس التنفيذي لهيئة "ميك يو كيه" "إضافة إلى الجائحة يشعر الكثيرون في الصناعة وكأنهم ملاكمون منهكون في الجولة الأخيرة من المباراة، مع خروج بلا اتفاق من الاتحاد الأوروبي الذي قد يؤدي إلى ضربة قاضية".

وأظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي أن إنتاج المصانع البريطانية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كان أقل بنسبة 7.1% عن مستواه قبل عام.

المساهمون