شكك وزير الطاقة التركي والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، علناً للمرة الأولى، في الحاجة إلى إنشاء مركز جديد للغاز الطبيعي، وهو ما اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العام الماضي.
وقال بيرقدار، لمجموعة من الصحافيين، يوم الخميس، إنّ تركيا لديها بالفعل منصة جيدة لتجارة الغاز.
وكان بوتين قد طرح لأول مرة فكرة إنشاء "مركز للغاز في تركيا لتوصيل الإمدادات إلى دول أخرى" خلال محادثاته مع الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة الكازاخية أستانة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ثم أصدر أردوغان تعليماته لحكومته بالبدء في الاستعدادات الفورية لإنشاء "مركز توزيع دولي" في تركيا.
وقد أثارت الفكرة انزعاجاً فورياً في الاتحاد الأوروبي بسبب محاولاته المستمرة لإنهاء اعتماده على الطاقة الروسية، رداً على حرب بوتين على أوكرانيا.
كما زاد ذلك من المخاوف في واشنطن من أنّ تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تتقرب من روسيا رغم موقفها الرسمي المحايد في الحرب وتزويد أوكرانيا بالأسلحة.
لكن يبدو أنّ الاقتراح لم يحرز تقدماً يذكر في الأشهر التالية. وقال بوتين منذ ذلك الحين إنه كان يتحدث عن إنشاء منصة تداول إلكترونية في تركيا، بدلاً من تخزين الغاز المادي.
وشكك بيرقدار في الحاجة لمثل هذا التبادل يوم الخميس، قائلاً إنّ "الجميع يفتقدون نقطة مهمة"، ومضيفاً: "لدينا تبادل للطاقة يعمل بشكل جيد للغاية وكذلك تبادل للغاز".
وسأل: "هل نحتاج إلى منصة تداول إضافية؟ يمكننا الحصول عليها، لا مشكلة. لكن ما نقترحه على زملائنا الروس هو أن يقوموا بتحليل تبادل القوى (الموجود) اليوم".
نوع من التوقف
وقال إنه كان هناك "نوع من التوقف" في المناقشات عندما تعرضت تركيا لزلزال مدمر في فبراير/ شباط، ثم أثناء إجراء البلاد جولتين من الانتخابات الرئاسية في مايو/ أيار، مضيفاً: "لكننا نجري محادثات".
وتقوم روسيا حالياً بشحن الغاز إلى تركيا عبر خطي أنابيب يمران تحت البحر الأسود. وترسل تركيا بعضاً من هذا الغاز إلى دول جنوب شرق أوروبا، مثل المجر واليونان، لكنها تعتمد أيضاً بشكل كبير على الواردات الروسية بسبب مصادر الطاقة المحلية المحدودة في تركيا.
وتبني موسكو حالياً محطة للطاقة النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تركيا، والتي يمكن أن تقلل في نهاية المطاف من اعتماد البلاد على واردات الغاز الأجنبي.
وقال بيرقدار إنّ "أعمال البناء الرئيسية" انتهت في أول مفاعل من المفاعلات الأربعة في المحطة الروسية، لافتاً إلى "أنها تتحرك بشكل جيد".
وتُجري تركيا محادثات مع شركة "روساتوم" الحكومية للطاقة النووية الروسية بشأن بناء محطة ثانية للطاقة في مدينة سينوب على البحر الأسود.
لكنه أكد أنّ تركيا منفتحة أيضاً على العروض المقدمة من الشركات الكورية الجنوبية وكذلك تلك الموجودة في الصين التي تتطلع إلى بناء "مفاعلات نموذجية صغيرة". وقال: "نناقش (سينوب) مع جميع الدول المهتمة".
(فرانس برس، العربي الجديد)