رفعت تركيا، اليوم الأربعاء، أسعار المازوت بنحو ليرتين ليصل سعر الليتر إلى 40.56 ليرة بالعاصمة أنقرة، والبنزين بنحو 1.5 ليرة ليقترب سعر الليتر من 40 ليرة، فيما ثبتت سعر الغاز المسال للسيارات عند 17.69 ليرة تركية.
وتأتي الزيادات المستمرة في أسعار الوقود تزامناً مع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية باعتبار أن تركيا تستورد أكثر من 95% من استهلاكها من الخارج بنحو 360 مليون برميل سنوياً، ولا تزال تستورد الغاز المسال، لتصل فاتورة استيراد النفط والغاز لأكثر من 50 مليار دولار سنوياً، بحسب تقديرات الاقتصادي التركي مسلم أويصال.
ويقول أويصال لـ"العربي الجديد"، إن رفع أسعار حوامل الطاقة بشكل عام والنفط الأحفوري خاصة سينعكس مباشرة على أسعار وأجور النقل، ويزيد من أسعار المنتجات الزراعية والصناعية، لأن النفط يدخل بمكونات الإنتاج والنقل.
ويضيف الاقتصادي التركي أن رفع أسعار المحروقات اليوم سيزيد التضخم، وبالتالي معاناة الأتراك من الأسعار المرتفعة التي زادت عن 150% خلال عام، وأكلت زيادة الأجور الأخيرة من 8500 إلى 11400 ليرة.
وكانت هيئة الإحصاء التركية قد كشفت أخيراً عن ارتفاع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 58.94% في أغسطس/ آب الماضي متجاوزاً التوقعات ومرتفعاً للشهر الثاني على التوالي نتيجة لانخفاض سعر الليرة وزيادة الضرائب في الآونة الأخيرة.
وتشير البيانات الرسمية إلى تراجع طفيف بمعدل تضخم أسعار المستهلكين ليصل إلى 9.09% على أساس شهري بعدما سجل 9.49% في الشهر السابق.
وشهدت أسعار المحروقات بتركيا القفزة الأكبر خلال الشهر الماضي بعدما رفعت الحكومة الضريبة على منتجات الوقود (بنزين، ديزل وغاز)، ليرتفع سعر الليتر ما بين 11 و12 ليرة، وتستمر برفعين إضافيين ليتجاوز سعر ليتر المازوت اليوم 40 ليرة، مع توقعات بارتفاع أجور النقل بعد رفع أسعار خدمة سيارات الأجرة الشهر الماضي بنحو 50% لتصبح أجرة أقصر مسافة 50 ليرة وسعر افتتاح العداد 18 ليرة وأجرة كل كيلومتر 15 ليرة.
وقال الخبير الاقتصادي اللتركي، يوسف كاتب أوغلو، لـ"العربي الجديد"، إن تركيا مددت العقود الآجلة مع عديد من الشركاء التقليديين إضافة إلى فتح عقود جديدة مع مصدرين للنفط، تحسباً لحدوث خلل بإمدادات النفط العالمية.
وحول توفر الغاز قبل تأمين تركيا حاجتها من إنتاجها، يضيف المحلل التركي أن تأكيدات المدير العام لشركة "بوتاش" للغاز الطبيعي برهان أوزكان توفر احتياطي تمنع أي معاناة أو تخوّف، ولكنه قال سترتفع الأسعار بالتوازي مع قلة العرض والارتفاع العالمي.
وزاد تراجع سعر صرف الليرة إلى نحو 27 ليرة مقابل الدولار اليوم، رغم رفع سعر الفائدة من 8.5% إلى 25% وتضخم الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة ونسبة الفقر، رغم رفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات خلال عام، والتوقعات بزيادة تكاليف المعيشة إلى أكثر من ضعف الحد الأدنى للأجور بعد زيادة سعر الوقود اليوم.
وبحسب اتحاد نقابات العمال الأتراك (TÜRK-İŞ)، فقد ارتفع حد الجوع الشهر الماضي من نحو 8400 إلى 11658 ليرة، في حين لا يزيد الحد الأدنى للأجور عن 11400 ليرة.
ويضيف اتحاد نقابات العمال أن حد الفقر الشهري ارتفع في تركيا من 24185 إلى 37974 ليرة، وهي كمية النقود اللازمة لتلبية الاحتياجات الضرورية من مأكل ومسكن وتعليم ونقل، في حين أن حد الجوع يشمل المال اللازم لتأمين السعرات الحرارية اللازمة لعائلة تتكون من 4 أفراد خلال شهر.