تركيا تدعم أسطول التنقيب عن الغاز بسفينة جديدة

18 مايو 2022
مساع لزيادة إنتاج النفط والغاز (Getty)
+ الخط -

تصل غداً الخميس، سفينة التنقيب الخامسة إلى تركيا، لتنضم إلى "الفاتح"، أوروتش رييس"، "ياووز" و"القانوني" بحسب ما كشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، من دون أن يدلي بأي تفاصيل حول الجهة التي قدمت منها السفينة الجديدة أو سعرها.

واكتفى دونماز، خلال اجتماع تقنيات صناعة النفط الذي عقد في إسطنبول، أول أمس الإثنين، بالقول: "أمضت سفينة التنقيب الرابعة قرابة شهرين من الإبحار خلال توجهها إلى تركيا"، مبيناً أنها ستتجه أولاً إلى ميناء مرسين، جنوبي تركيا، لتبدأ في يوليو/تموز المقبل، بعد طلائها واستكمال الاختبارات عليها، بأعمال التنقيب.

وحول ميزات السفينة الجديدة، أضاف الوزير التركي أنها تصنف ضمن سفن التنقيب العميقة من الجيل السابع "مع عدم وجود سفن تنقيب تتفوق عليها من الناحية التكنولوجية".

وترجّح مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد" أن يركز عمل السفينة الجديدة، على التنقيب في البحر الأسود وبعمق جديد، ولكن يمكن الاستفادة من "التقنية المتطورة" حتى بالتنقيب بأماكن أخرى، لأنّه، وفق خطة الحكومة هذا العام، سيكون التنقيب في 40 بئراً جديدة، إضافة إلى 110 آبار يتم التنقيب فيها.

وكانت سفينة "ياووز" قد توجهت إلى البحر الأسود، في إبريل/نيسان الماضي، بالتوازي مع احتدام المعارك الروسية الأوكرانية ورمي ألغام بالبحر الأسود، للقيام بمهمة حماية آبار الغاز التركية المكتشفة وبمقدمتها بئر "تونا1" من إعاقة تنفيذ مشاريع نقل ومعالجة الغاز التركي المكتشف، ولتأكيد السيطرة التركية على مواقع التنقيب.

نقل الغاز إلى البر

وتعد تركيا على لسان وزير الطاقة فاتح دونماز، بمد خطوط ونقل معالجة الغاز تحت البحر، بحلول يوليو/تموز المقبل، لنقل الغاز المكتشف إلى البر لمعالجته وتخزينه قبل توزيعه، لأنّ اكتشاف آبار الغاز الطبيعي "غير كاف" بحسب الوزير، بل يتطلب الأمر تحضير تلك الآبار لاستخراج الغاز منها ونقله إلى البر.

وكانت تركيا قد أعلنت، في أغسطس/آب من عام 2020، على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "تونا 1" بحقل سكاريا للغاز في البحر الأسود، وتم تسجيل الاكتشاف المعني على أنه أكبر اكتشاف للغاز في تاريخ تركيا، ليتبعه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، اكتشاف آبار أخرى.

ووصل حجم الاحتياطيات إلى 405 مليارات متر مكعب إثر اكتشاف مخزون جديد قدره 85 مليار متر مكعب. ويبلغ إجمالي احتياطي الغاز المكتشف من قِبل تركيا في البحر الأسود، 540 مليار متر مكعب بعد اكتشاف 135 مليار متر مكعب في بئر "أماسرا1".

وتفيد مصادر تركية بأنّ سفينة "الفاتح" التي انضمت، في أغسطس/آب 2020، إلى السفينتين السابقتين "بربروس خير الدين باشا" و"الفاتح" تواصل أعمال الحفر الاستكشافية في حقل "قره سو-1" بالبحر الأسود، بالإضافة إلى سفينة "ياووز" التي دخلت للمساندة ومهام الحماية.

وكان الباحث التركي محمد كامل ديميريل قد كشف سابقاً لـ"العربي الجديد" أنّ عمليات الحفر مستمرة بالبحر الأسود وعلى مستويين، فسفينة "القانوني" تعمل على المستوى السفلي للآبار، وتبقى مهام المستوى العلوي على عاتق سفينة "ياووز" كوضع المواد الخاصة بفوهة الآبار التي ستمتد إلى أعماق البحر، بالإضافة إلى تركيب أنظمة صمامات الأمان.

استعدادات للتصدير

وتشير مصادر تركية إلى أنّ شركة البترول التركية (TPAO) ستستخدم ميناء فيليوس لدعم أعمال الحفر، ومن المتوقع أن تبدأ منتصف يونيو/حزيران المقبل، عملية مدّ خط الأنابيب الذي سينقل الغاز الطبيعي إلى منشأة الإنتاج، بطول 170 كيلومتراً، ويُتوقع أن تستغرق العملية نحو 5 أشهر.

وبعد الانتهاء من البنية التحتية، يبدأ مد الأنابيب بمساعدة سفينة "كاستورو 10" المملوكة لشركة "سايبيم" (Saipem) الإيطالية، إذ من المنتظر أن يتم في البداية ربط ما بين 6 إلى 10 آبار بنظام الإنتاج الذي سيتم إنشاؤه تحت سطح البحر في حقل غاز سكاريا، على أن يتم إنتاج 10 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً من هذه الآبار وتحويلها إلى شبكة الغاز الطبيعي التركية عام 2023.

ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج تدريجياً ليصل ذروته، بحسب التوقعات والمصادر، عامي 2027 و2028 ، بنحو 40 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، ما يعادل 15 مليار متر مكعب سنوياً.

وتتطلع تركيا التي تستورد نحو 53.5 مليار متر مكعب غاز سنوياً، إضافة إلى 360 مليون برميل نفط، إلى الانتقال إلى مصاف الدول المكتفية ذاتياً، ومن ثم إلى مصدرة، بعد استثمار الحقول المكتشفة في البحر الأسود.

أسماء سفن التنقيب عن الطاقة في تركيا

تثير أسماء سفن التنقيب عن الطاقة بتركيا، استغراب كل من يسمعها، فهي لم تأخذ أسماء شركات أو تنسب لمصنعيها، بل التزمت جميعها بأسماء عثمانية لمن تراهم تركيا أبطالاً ساهموا بالفتوحات أو الازدهار الذي شهدته الإمبراطورية التي امتدت لنحو 600 سنة، وقت أسسها عثمان الأول بن أرطغرل في 27 يوليو/تموز 1299، حتى أعلن الرئيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية الأولى في 1923. 

  • أولى وأكبر السفن التركية التي تنقب عن الطاقة، هي سفينة "الفاتح"، وتنسب إلى السلطان العثماني السابع، محمد بن مراد الثاني، الذي ولد في أدرنه عام 1481م توفي في 3 مايو/أيار 1481 عن 49 عاماً.
  • ثاني السفن التركية حملت اسم "أوروتش رييس"، وهو شقيق البحار المعروف نجم الدين برباروس وإلياس برباروس، وهم من أشهر البحارة الأتراك، وكانوا يعملون في التجارة فيجلبون البضائع من المنطقة العربية إلى الأناضول. 
  • ويأتي اسم السفينة الثالثة "ياووز" أكثر جدلاً، لأن تاسع السلاطين العثمانيين، سليم الأوّل أو "ياووز سلطان سليم خان أول" الذي تولى الخلافة بعد أخيه بايزيد الثاني سنة 1512، كان أول سلطان عثماني لقب بـ"أميرالمؤمنين" هو من قاتل السلالة الصفوية في إيران وانتصر في المعركة الشهيرة "جالديران".
  • ورابع السفن التي ذاع صيتها أخيراً، بعد اكتشاف تركيا الغاز في البحر الأسود واستمرارها في التنقيب في البحر المتوسط رغم التوترات القبرصية اليونانية والتهديد بالعقوبات الأوروبية، هي سفينة "القانوني"، نسبة إلى السلطان سليمان الأول بن سليم الأول، الذي ولد في طرابزون عام 1494 وتوفي في سيكتوار عام 1566، وهو عاشر السلاطين العثمانيين وثاني من حمل منهم لقب "أمير المؤمنين".
المساهمون