- تدفق حزم المساعدات المالية من صندوق النقد الدولي وصفقة بيع مدينة رأس الحكمة، بالإضافة إلى الإفراج عن بضائع بالموانئ بقيمة 3 مليارات دولار، ساهم في تراجع الدولار.
- تشديد الرقابة على تجارة العملة والذهب، ورفع سعر الفائدة على الجنيه، وحملات أمنية ضد تجار السوق السوداء، أدت إلى تهدئة الطلب على الدولار وتوجه المواطنين للبنوك لتلبية احتياجاتهم.
تراجع سعر شراء الدولار في السوق الموازية إلى أقل من السعر المعروض بالبنك المركزي والبنوك التجارية، في ظاهرة تشهدها الأسواق لأول مرة، منذ التعويم الأخير للجنيه نهاية الأسبوع الماضي.
وبلغ سعر شراء الدولار بالسوق الموازية نحو 47.5 جنيهاً في المتوسط اليوم، بينما بلغ 47.7 جنيهاً بالبنك المركزي، ووصل إلى ما بين 48.30 و48.55 جنيهاً في البنوك، في حين تراجع في بنك مصر إلى 47.79 جنيها.
وأرجع محللون بشركات صرافة تراجع الدولار إلى تدفق حزم المساعدات المالية، التي توصلت إليها الحكومة مع صندوق النقد الدولي، والدفعة الأول من صفقة بيع مدينة رأس الحكمة للصندوق السيادي بالإمارات، واكبه التزام حكومي بالإفراج عن بضائع مكدسة بالموانئ، بقيمة 1.7 مليار دولار، مع قبول البنك المركزي اعتمادات إضافية لصرف طلبات الموردين، لتصل قيمة الإفراجات إلى نحو 3 مليارات دولار.
وفي السياق، أوضح الخبير الاقتصادي علي الإدريسي لـ"العربي الجديد" أن رفع سعر الفائدة على الجنيه ساهم في تخلي المواطنين عمّا لديهم من عملة صعبة وتهدئة الضغط على الدولار، بما يدفع إلى تراجعه بالسوق، مؤكداً أن "تبني سعر مرن للصرف وتشديد الرقابة على تجارة العملة بالسوق السوداء والذهب ساعدت في ضبط سعر الصرف والتوجه نحو توحيده".
وأفاد مصدران "العربي الجديد" بأن أجواء صفقات التمويل التي وقّعتها الحكومة بقيمة إجمالية تصل إلى 40 مليار دولار مع صندوق النقد والإمارات أوقفت تهافت البنوك والجهات الحكومية التي كانت تلجأ إلى السوق السوداء في تدبير احتياجاتها من الدولار.
وأشار المصدران إلى وجود مخاوف لدى المتعاملين في السوق السوداء من التعامل في الدولار بالبيع، مع استمرار الحملات الأمنية المكثفة على تجار العملة بالمحافظات، ومراقبة تطبيقات البيع والشراء المنتشرة على شبكات الإنترنت، للقبض على المتعاملين، وتفضيل الراغبين في الشراء لأغراض السفر أو العلاج والتعليم بالخارج التوجه إلى البنوك لقضاء احتياجاتهم التي وعدت الحكومة بتدبيرها عبر البنوك.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، في بيان أمس، القبض على عدد من التجار والمتعاملين في الدولار بالسوق السوداء، منذ 6 مارس/ آذار الماضي، بقيمة تعادل 354 مليون جنيه، مشيرة إلى قيام المتعاملين بعمل مقاصة مع تحويلات بالدولار لمصريين بالخارج، وتجار العملة بالمحافظات.
وأوضح مصدر بنكي أن ثمة إقبالاً واضحاً على التحويل من الدولار وبيعه للبنوك، فيما يعكف البنك المركزي على تأمين احتياجات البنوك لتمويل الصفقات العاجلة لشراء الأدوية والسلع الأساسية، وهذا ما ساهم في تهدئة الطلب على العملة الخضراء.
وتراهن الحكومة على توجه الدولار نحو التراجع، لتصل قيمته إلى أقل من 45 جنيهاً خلال نهاية الشهر الحالي، مستعينة بمزيد من تدفق حزمة مساعدات دولية ضخمة عبر منح وقروض، منها مساعدات أوروبية بقيمة 7.6 مليارات يورو (8.1 مليارات دولار)، لمساعدة الدولة على مواجهة تخفيض قيمة العملة، وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.