نشرت شبكة "سي أن أن" الأميركية تقريرًا تنبأت فيه بازدحام الطرقات في عطلة نهاية الأسبوع السابقة ليوم الاستقلال 4 يوليو/تموز، حيث تشهد أسعار المحروقات انخفاضاً كبيراً مقارنة بما كانت عليه العام الماضي.
وتوقعت الشبكة أن يسافر 43.2 مليون أميركي بالسيارات في هذه الأيام، وهو رقم قياسي ويعد أعلى بنسبة 2.4% من رقم العام الماضي.
وعيد الاستقلال هو من الأعياد القليلة في أميركا التي لا يتم تعديل موعدها لتكون يوم الاثنين أو الجمعة، وهو ما يجعله عادة فرصة للسفر بالسيارات، حيث تكون العطلة مطولة، عند وصلها بعطلة نهاية الأسبوع.
وبصفة عامة، يزداد سفر الأميركيين في هذه العطلة بسياراتهم عند انخفاض أسعار وقود السيارات. فعندما يكون سعر الوقود منخفضًا، يكون أكثر الناس ميلاً للسفر بالسيارة بدلاً من وسائل النقل الأخرى.
وانخفض المتوسط الوطني لأسعار البنزين إلى 3.55 دولارات للغالون أمس الخميس، ووفقًا لـ"أيه أيه أيه"، الرابطة الأميركية للسيارات، فقد بيع الغالون قبل عام بمتوسط 4.87 دولارات، وهو انخفاض غير معتاد.
وخلال الأسبوع المنتهي في 26 يونيو/حزيران الجاري، بلغ متوسط سعر الغالون 3.57 دولارات، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، منخفضاً 1.30 دولار، أو بنسبة 27%، عن نفس الفترة من العام الماضي.
ويعد هذا ثاني أكبر انخفاض في الأسعار لمدة عام واحد في الأسبوع الذي يسبق الرابع من يوليو، منذ أن بدأ تجميع بيانات تقييم الأثر البيئي قبل 33 عامًا، وفقًا لجون لافورج، الذي يقود "استراتيجية إدارة الأصول" لمعهد "ويلز فارغو" للاستثمار.
وجاء الانخفاض الأكبر الوحيد خلال فترة الانكماش التاريخي وقت الأزمة المالية العالمية، حيث انخفضت أسعار الوقود بمقدار 1.45 دولار للغالون، أو 35%، بين 30 يونيو/حزيران 2008 و29 يونيو/حزيران 2009.
وقال باتريك دي هان، رئيس تحليل البترول في "جاز بودي" لـ"سي أن أن"، إن "هذا أمر رائع، فأسعار البنزين هي مؤشر اقتصادي رئيسي لكثير من الأميركيين".
وأضاف دي هان أن متوسط إنفاق السائق انخفض 20 دولارًا لكل تعبئة، مقارنة بما كان عليه في هذه المرحلة من العام الماضي.
وعلى الرغم من تراجع الأسعار في محطات الوقود عن مستوياتها القياسية في العام الماضي، إلا أنها كانت أرخص في صيف عام 2021، وبالتأكيد في العام 2020، عندما أغلقت الجائحة قطاعات كبيرة من الاقتصاد.
ومع ذلك، وعلى مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، انخفضت أسعار الوقود في جميع الولايات الخمسين، وفقًا لـ"أيه أيه أيه".
وحظي السائقون في ولاية إنديانا بأكبر انخفاض في أسعار الوقود خلال العام الماضي، حيث انخفض متوسط السعر في الولاية بمقدار 1.58 دولار للغالون. كما شهدت الولايات الأخرى انخفاضًا كبيرًا في أسعار الوقود، وصل في ولاية أوهايو إلى (1.48 دولار) وكاليفورنيا (1.47 دولار) وإلينوي (1.47 دولار)، وفقًا لـ "أيه أيه أيه".
وكان أقل انخفاض في أسعار الغاز خلال 12 شهرًا في ولاية واشنطن، حيث انخفض المتوسط بمقدار 50 سنتًا فقط للغالون.
ولا يمثل تراجع أسعار الوقود في الولايات المتحدة اتجاهاً عاماً للأسعار، التي ما زالت ترتفع، وإن بمعدلات أقل. وفي أحدث بيانات بنك الاحتياط الفيدرالي، ما زال التضخم الأميركي فوق 4.5%، بينما يستهدف البنك مستوى 2%.
والأسبوع الماضي، توقع رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي ()، جيروم باول، عدم وصول التضخم إلى مستواه المستهدف قبل عام 2025.
وبعد الارتفاع الحاد العام الماضي، تراجعت أسعار النفط جزئيًا بسبب المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، وهو ما يفتح الباب لتباطؤ الاقتصاد، وربما دخوله في ركود.
وعلى الرغم من المخاوف من الاضطرابات، لم تنحرف صادرات النفط الروسية عن مسارها بسبب الحرب في أوكرانيا أو العقوبات من الغرب.
وقال لافورج من معهد "ويلز فارغو" للاستثمار إنه يعتقد أن الأسعار ستظل عالقة على المدى القريب، حيث تزن الأسواق المخاوف بشأن الركود المتوقع مقابل الإمدادات العالمية.
ولكن أبعد من ذلك، توقع لافورج أن تصبح سوق النفط أكثر إحكامًا و"تدفع الأسعار لأعلى" العام المقبل.
وحتى الآن، تجاهلت سوق النفط إلى حد كبير الاضطرابات التي حدثت في روسيا نهاية الأسبوع الماضي، حيث راهن التجار على أن صادرات البلد ستظل كما هي.
لكن دي هان من "غاز بودي" يقول إن روسيا تظل مصدر خطر على أسعار الغاز.
وأضاف: "لا يزال الوضع أشبه ببرميل بارود، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانفجار في أسعار النفط".