تدقيق طائرات "ماكس" يخفض أسهم "بوينغ" بأكثر من 6%

09 يناير 2024
طراز 9 737 MAX من العملاقة الأميركية "بوينغ" (Getty)
+ الخط -

هوت أسهم شركة بوينغ أكثر من 6% يوم الاثنين، بعد أن انفجرت لوحة طائرة في منتصف رحلة، ما أثار أسئلة تتعلق بالسلامة في وقت كانت الشركة تطمح لاستعادة سمعتها.

وضغط الانخفاض الذي تجاوز 6% في أسهم بوينغ على مؤشر داو جونز وجاء في الوقت الذي زودت سلطات الطيران الأميركية شركات الطيران ببروتوكولات تفتيش لفحص الطائرات ذات التكوينات المماثلة للطائرة 737 ماكس 9 المشاركة في حادث يوم الجمعة.

ففي يوم الجمعة، غادرت رحلة ألاسكا رقم 1282 مطار بورتلاند الدولي وكانت تتحرك صعودا عندما أبلغ طاقم الطائرة عن "مشكلة في الضغط"، وفقا لإدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، مع عودة الطائرة بسرعة إلى بورتلاند.

وأظهرت صور فيديو للحادثة فجوة كبيرة في جانب الطائرة، والهواء يندفع عبر المقصورة، وأقنعة الأوكسجين تتدلى، والمسافرون يراقبون أضواء المدينة أسفلهم من خلال الفتحة.

وأعرب المفتشون عن امتنانهم للقدر لأن الحادث لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو إصابات خطيرة، فيما أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية يوم الاثنين، أنها وافقت على خارطة طريق لشركات النقل لإكمال عمليات التفتيش التي تشمل مقابس الأبواب اليسرى واليمنى والمكونات والمثبتات.

وقالت إدارة الطيران الفدرالية على موقع إكس: "ستظل طائرات بوينغ 737-9 متوقفة عن الطيران حتى يكمل المشغلون عمليات التفتيش المعززة".

وذكر محللو الطيران أن المشكلة تبدو وكأنها مشكلة تتعلق بمراقبة الجودة وليست مشكلة في التصميم قد تتطلب إصلاحاً شاملاً للطائرة.

لكن حتى إذا تم احتواء التأثير المالي المباشر، فإن الحادث يمثل أخطر حلقة تتعلق بالسلامة على متن الطائرة لشركة "بوينغ" منذ حادثتي "ماكس" MAX المميتتين في عامي 2018 و2019. وقال محللون إن بوينغ قد تواجه موافقات حكومية أبطأ على الطائرات الجديدة أو على الإصلاحات المقترحة.

وجاء في العنوان الرئيسي لمذكرة من "مورنينغ ستار" Morningstar: "إن أخطر ضرر في حادث الطائرة التجارية الأخير يتمثل في سمعة شركة بوينغ".

بروتوكولات تفتيش طائرات "بوينغ"

ليس من الواضح بعد ما الخطأ الذي حدث في الرحلة، لكن أسهم شركة بوينغ هبطت يوم الاثنين، جنباً إلى جنب مع المورد "سبيريت آيروسيستمز" Spirit AeroSystems الذي يبني جسم طائرة "ماكس".

وقرب الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش، انخفض سهم بوينغ 6.5%، بينما انخفض سهم "سبيريت" 5.7%.

وكانت المنطقة المتضررة عبارة عن سدادة باب، وهي عبارة عن لوحة غطاء تستخدم لملء مخرج الطوارئ غير الضروري في الطائرات ذات تكوينات المقاعد الأصغر.

قامت الهيئات التنظيمية بسرعة بإيقاف نسخ طائرات بوينغ 737 ماكس 9 ذات التكوينات المماثلة لطائرة ألاسكا.

وأوضح المديران التنفيذيان لشركة بوينغ، ستان ديل ومايك ديلاني، في رسالة إلى الموظفين، أن الشركة أصدرت يوم الاثنين، بالتنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية، تعليمات فنية بشأن عمليات التفتيش للمشغلين.

ولفتت خطوط ألاسكا الجوية إلى أنه قبل بدء عمليات التفتيش، يجب على إدارة الطيران الفيدرالية الموافقة على وسائل بديلة للامتثال، ويجب على ألاسكا تطوير تعليمات تفتيش مفصلة لموظفي الصيانة.

وأفاد بيان لشركة ألاسكا إيرلاينز بأن الشركة ألغت 140 رحلة جوية يوم الاثنين "بما أن هذه الخطوات لا تزال معلقة، فإننا لا نزال نعاني من تعطيل عملياتنا مع خروج هذه الطائرات من الخدمة".

بدورها، شركة إيرومكسيكو، التي أوقفت تشغيل 19 طائرة، قالت إنها في "المرحلة النهائية" من عمليات التفتيش، مضيفة "نتوقع عودة جميع طائرات ماكس-9 في أسطولنا إلى العمل في الأيام المقبلة".

ولم يكن لدى "يونايتد إيرلاينز" تعليق فوري يوم الاثنين، على الجدول الزمني لعمليات التفتيش، لكنها أعلنت في وقت متأخر من يوم الاثنين، إن التفتيش عثر على مسامير مفككة في ألواح الطائرة.

ويعد هذا الحادث أحدث انتكاسة للشركة المصنعة، خاصة فيما يتعلق بطائرة 737 ماكس.

كان الأسوأ هو حادثين – لرحلة تابعة لشركة Lion Air في أكتوبر 2018، ورحلة للخطوط الجوية الإثيوبية في مارس 2019 – مما تسبب في مقتل 346 شخصا في المجموع وأدى إلى إيقاف جميع طائرات 737 MAX لمدة عامين تقريبا.

ودعا الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، ديف كالهون، إلى اجتماع على مستوى الشركة يوم الثلاثاء يركز على السلامة، قائلا إن الشركة حققت تقدما، لكن "مثل هذه المواقف هي تذكير بأنه يجب علينا أن نواصل التركيز على مواصلة التحسن كل يوم" للعاملين.

وقال محللون إن مشاكل خطوط ألاسكا الجوية ربما تكون ناجمة عن عيب في التصنيع.

ومنذ وقوع الحادثين، قامت بوينغ مراراً وتكراراً بإبطاء أو تعليق الإنتاج في كل من طائرات ماكس والطائرة الأكبر حجما 787 دريملاينر بسبب المشاكل التي اكتشفها الموظفون قبل وقوع الحادث في السماء.

وقال المدير الإداري لشركة "آيرودايناميك أدفايزوري" AeroDynamic Advisory ريتشارد أبو العافية إن "الحادث الأخير يدل على التحدي الحضاري (الثقافي) الكبير الذي تواجهه بوينغ. إنهم بحاجة إلى التغيير. لا يمكنهم الاستمرار في الترنح من أزمة إلى أخرى".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون