أكد وزير الاقتصاد الإيراني، إحسان خاندوزي، الذي يقوم بزيارة للقاهرة هي الأولى من نوعها بعد عقد من الزمن، اليوم الاثنين، أنه أجرى مباحثات "بناءة" مع وزير المالية المصري محمد معيط.
وأضاف خاندوزي، في تغريدة على "إكس" (تويتر سابقا)، أنه اتفق مع معيط على "تشكيل لجنة لتنفيذ مشاريع مشتركة"، كاشفا عن الاتفاق أيضا على زيادة رأس مال بنك مصر إيران للتنمية، وقال إن ذلك "سيحدث قريبا".
وأعرب خاندوزي عن أمله في أن يؤدي "هذا اللقاء بعد سنوات واستقبالهم بحفاوة" إلى إحياء التعاون بين البلدين، ويساعد "سياسة الدبلوماسية الاقتصادية" للحكومة الإيرانية.
وكان وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، إحسان خاندوزي، قد وصل أمس الأحد إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع السنوي للبنك الآسيوي للاستثمار.
ومن أهداف الزیارة، وفقا لوكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية، المشاركة في الاجتماع السنوي لوزراء اقتصاد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والاجتماعات الثنائية مع مسؤولين من مختلف الدول، خاصة مصر.
يشار إلى أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (Asian Infrastructure Investment Bank) هو مؤسسة مالية دولية أسست بناءً على اقتراح من الصين، والغرض منها هو التنمية متعددة الأطراف وتمويل مشاريع البنية التحتية في منطقة آسيا.
وذكر مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، في بيان أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن وزيري اقتصاد إيران ومصر بحثا خلال لقائهما المشترك العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة في المجال الاقتصادي.
وأكد وزير الاقتصاد الإيراني خلال اللقاء عزم بلاده على تطوير العلاقات مع جميع دول الجوار والمنطقة، مشيرا إلى امتلاك إيران ومصر "كبلدين كبيرين صانعين للتاريخ فرصا وطاقات هائلة".
با همتای مصری دیدار و گفتگوی سازندهای داشتم و بر تشکیل کمیته برای پروژههای مشترک توافق کردیم. افزایش سرمایه بانک ایران و مصر هم بزودی رخ میدهد. امیدوارم انجام این دیدار پس از سالها و استقبال گرم ایشان، به احیای همکاریها و سیاست دیپلماسی اقتصادی دولت کمک کند. pic.twitter.com/gwywDDzUMZ
— سید احسان خاندوزی (@Khandoozi_se) September 25, 2023
وأعلن خاندوزي عن استعداد طهران لتطوير العلاقات الاقتصادية مع مصر، وتوسيع التعاون في البنك الآسيوي للاستثمار وبنك التنمية الإسلامية والبنك الإيراني المصري المشترك، وشركة النسيج الإيرانية المصرية، وكذلك الشركة المشتركة للملاحة، مشيرا إلى استعداد الحكومة الإيرانية أيضا إلى نقل تقنية إنتاج الأدوية والبتروكيماويات إلى مصر.
من جهته، أعلن وزير الاقتصاد المصري محمد معيط استعداد القاهرة لتنفيذ المقترحات التي تقدم بها نظيره الإيراني، مؤكدا أن "القاهرة يهمها تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونأمل أن نشهد قريبا الرقي بالعلاقات بين البلدين"، وفقا لبيان مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة.
وصرح معيط بأن البلدين يمكنهما التعاون في مجالات السياحة والحث على الاستثمار، عبر اتفاقيات ومذكرات تفاهم جمركية وخفض الرسوم والضرائب، وكذلك عن طريق إنتاجات مشتركة. كما اتفق الوزيران الإيراني والمصري على التعاون الجمركي والمصري ودعم التجار والمستثمرين.
وتأتي زيارة وزير الاقتصاد الإيراني إلى القاهرة ومباحثاته مع نظيره المصري بعد أيام قليلة من لقاء آخر بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ووزير خارجية مصر سامح شكري، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال وزير خارجية إيران، اليوم الاثنين، لوكالة "إرنا" الإيرانية، إن مباحثاته مع شكري "كانت مفيدة ونافعة"، مضيفا أنهما بحثا جميع أبعاد العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية والدولية.
كما تحدث أمير عبداللهيان عن "تصريحات وتقييم إيجابي" من وزير خارجية مصر خلال اللقاء، كاشفا عن اتفاقهما على "اتخاذ خطوات مشتركة في المستقبل".
وخلال الشهور الأخيرة، وعلى وقع الاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات، عادت العلاقات الإيرانية المصرية التي تقتصر حالياً على وجود مكتب لرعاية المصالح لكل من البلدين لدى الآخر، إلى الواجهة بعد أنباء عن لقاءات ثنائية ووساطات إقليمية جديدة لإحياء هذه العلاقات والارتقاء بها.
وفي السياق، دخلت عُمان أخيراً على خط الوساطة بين طهران والقاهرة بغية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ونقل سلطان عمان هيثم بن طارق في زيارته إلى طهران، أواخر مايو/أيار الماضي، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن استعداد القاهرة لتطوير العلاقات مع طهران، وهو ما رحّب به المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.