تخفيف قيود شنغهاي يدعم انتعاش الاقتصاد الصيني وسيولة الإمدادات

19 مايو 2022
تعاني الصين من ركود اقتصادي نتيجة تدابير الإغلاق المطوّلة (Getty)
+ الخط -

قال نائب رئيس بلدية شنغهاي تشانغ وي، اليوم الخميس، إن المدينة، المركز المالي المتضرر من فيروس كورونا، ستبدأ في السماح لمزيد من الشركات في المناطق الخالية من كوفيد-19 باستئناف العمليات الطبيعية اعتبارا من بداية يونيو /حزيران، مع تطلع المدينة إلى إنهاء الإغلاق، وذلك بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء إلى دعم جهود إعادة فتح الاقتصاد.

وتعاني الصين، آخر قوة اقتصادية عالمية كبرى ما زالت متمسكة باستراتيجية "صفر إصابات كوفيد" الصارمة، من ركود اقتصادي نتيجة تدابير الإغلاق المطوّلة لاحتواء الوباء والتي انعكست بدورها على سلاسل الإمداد وخفّضت الطلب وأوقفت التصنيع.

وتسمح شنغهاي، التي تكافح أكبر تفش لفيروس كورونا في الصين، بشكل مطّرد بإعادة فتح المزيد من الشركات وبمغادرة المزيد من السكان منازلهم لأول مرة منذ ما يقرب من سبعة أسابيع.

وقال نائب رئيس بلدية المدينة تشانغ وي في إفادة صحافية، وفقا لوكالة "رويترز"، إن المدينة "تسعى جاهدة من أجل استئناف العمل والإنتاج بشكل كامل وفي أسرع وقت ممكن".

وقال تشانغ إنه بعد ما يقرب من شهرين من الاضطراب، عاد تسليم شحنات البضائع تدريجيا إلى طبيعته، حيث وصل معدل نقل الحاويات اليومي في موانئ شنغهاي الآن إلى حوالي 90 بالمائة من مستوياته قبل عام.

ووصل معدل نقل البضائع في مطار بودونغ إلى 70 بالمائة من مستويات العام الماضي.

وأدى نهج بكين المتشدد للسيطرة على تفشي كوفيد إلى تعطّل سلاسل الإمداد، بينما طاولت تدابير الإغلاق عشرات ملايين الأشخاص وسددت ضربة لمراكز مالية وصناعية وسياحية رئيسية.
وما زالت حدود البلاد مغلقة أمام معظم المسافرين الأجانب، بينما ألغيت سلسلة مناسبات رياضية دولية على خلفية المخاوف المرتبطة بالوباء.

وقال يو فولين، المسؤول بلجنة النقل بشنغهاي، في المؤتمر الصحافي إن المدينة ستبدأ في استعادة حركة وسائل النقل العام الرئيسية عبر المناطق في 22 مايو/أيار، وستكون الأولوية لإعادة فتح الطرق التي تربط بين مطارات المدينة ومحطات السكك الحديدية والمستشفيات.

دعم الاقتصاد

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ إلى إطلاق إجراءات بشكل أكثر "إلحاحا" لدعم الاقتصاد المتضرر جرّاء تفشي كوفيد، بعد أيام من تسليط بيانات الضوء على التداعيات الخطرة لقيود مكافحة الوباء.
وقال تشيانغ، أمس الأربعاء، إن "على جميع المناطق والدوائر تعزيز الشعور بالحاجة الملحة ويجب الاستعانة بأي إجراءات جديدة يمكن استخدامها".
وأضاف وفقا لوكالة "فرانس برس"، أنه يجب العمل على دعم جهود إعادة الاقتصاد إلى طبيعته سريعا، بعدما أقر بأن المؤشرات "ضعفت بشكل كبير" منذ آذار/مارس مع تراجع شهده شهر نيسان/إبريل خصوصا.
وأظهرت بيانات الإثنين أن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي سجّلت الشهر الماضي تراجعا يعد الأكبر منذ بدء الوباء، بينما عادت معدلات البطالة إلى الذروة التي سجّلتها في شباط/فبراير 2020.

وفي السياق، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إن الإغلاقات المرتبطة بكوفيد-19 في الصين يبدو أنها تعطل تدفق البضائع وتعرقل سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يشكل مصدرا للقلق.

وأبلغت يلين الصحافيين، قبيل اجتماع لوزراء مالية مجموعة الدول الغنية السبع الكبرى في بون بألمانيا الأربعاء، أن بعض الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على الواردات تسببت في إلحاق المزيد من الضرر بالمستهلكين الأميركيين، مضيفة أن إدارة بايدن تجري مناقشات حول خفض بعض تلك الرسوم لكن لم يتم التوصل لاتفاق حتى الآن.

واعتبر أن إلغاء بعض الرسوم الجمركية قد يساعد في تخفيف التضخم، لكن من غير المرجح أن يؤدي إلى تغيير جوهري.

المساهمون