تزايدت المخاوف الأميركية من تطورات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تطيح كثيراً من الوظائف، ليس فقط في مجال العمالة العادية "الياقات الزرقاء"، بل يمكن أن تمتد لذوي "الياقات البيضاء" من المديرين والمتخصصين.
وحذر مايك رو، المختص بقطاع التوظيف، في لقاء مع شبكة فوكس نيوز الأميركية نشره موقع ياهو فاينانس اليوم الأحد، قائلا: "الروبوتات والذكاء الاصطناعي قادمة".
وقال إن "هناك من اعتاد القول إن الروبوتات ستدمر العمالة الماهرة رغم أننا لم نرَ روبوت يعمل سباكا أو كهربائيا"، مضيفا: "لا أعتقد أننا سنرى أي ذكاء اصطناعي في المهن الماهرة إلى هذه الدرجة".
وأشار إلى أن "هذه المهن لا زالت حتى الآن آمنة من ثورة الذكاء الاصطناعي".
لكن خبراء الصناعة يحاولون التنبؤ بقطاعات العمل الأكثر تأثراً، وكذلك عدد الوظائف التي يمكن استبدالها، وتوقع خبير الذكاء الاصطناعي بن غورتزل مؤخرا، في قمة "ويب ساميت"، أن التكنولوجيا يمكن أن تحل محل 80% من الوظائف "في السنوات القليلة المقبلة".
والمجالات الأقل تعرضًا للأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي حتى الآن تتمثل في العمل اليدوي والأعمال الخارجية "مثل عمال الزراعة وغيرهم" أو أصحاب التخصصات.
وقال رو: "لقد سمعت منذ سنوات أن الروبوتات ستدمر عمل أصحاب الياقات الزرقاء، لكن اتضح أن الذكاء الاصطناعي قادم لوظيفة ذوي الياقات البيضاء".
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم "IBM" آرفيند كريشنا، في تصريحات حديثة، أن شركته ستتوقف مؤقتًا عن التوظيف في وظائف معينة يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي.
وأكد ذلك للقناة ذاتها في التصريحات المنشورة اليوم: "أعتقد حقًا، وقلت هذا من قبل، أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من الوظائف الكتابية للموظفين ذوي الياقات البيضاء، وهذا هو النوع الذي أتوقع أن يحل محل الذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الخمس المقبلة".
كما أخبر كريشنا "بلومبيرغ" أيضًا أنه "يتوقع أن يجرى استبدال ما يقرب من 30% من الوظائف التي لا تواجه العملاء بالذكاء الاصطناعي في غضون السنوات الخمس المقبلة".
تغيير المهنة
من جهته، شجع رو "ذوي الياقات البيضاء على عدم الذعر، داعيا إياهم لاعتبار ذلك فرصة للبدء في حياة مهنية جديدة في إحدى الصناعات المزدهرة".
وقال إن كثيراً من الوظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل فيها محل ذوي الياقات الزرقاء، لذا عليهم بذل مزيد من الجهد لمعرفة تلك الوظائف والتدرب عليها، وهو ما لن يستغرق أكثر من 6 أشهر.
وأضاف رو أن التحركات مثل تلك التي اتخذتها "IBM" لإيقاف التوظيف مؤقتًا في مجالات معينة، يمكن أن تدفع الأشخاص إلى وظائف تتطلب مهارات.
وأشار رو إلى أنه "على الرغم من وجود وصمة عار تحيط بالحرف الماهرة، فإنها غالبًا ما تكون الأعمال الأكثر دخلا"، مشيرا إلى أن "مؤسسته دربت حوالي 1700 شخص في المهن الماهرة، مثل عمال اللحام وغيرهم".
وأكد أن "هؤلاء يحققون دخلا أكثر من 6 أرقام (مليون دولار) سنويا".
وأضاف أن "لا أحد يصدق ذلك. لا أحد يتحدث عن ذلك، لأن الوصمات واضحة جدًا لدرجة أن انتهى الأمر بأن يصبح الطفل عامل لحام".
وأشار رو أيضًا إلى أن "التغييرات التي حدثت بسبب الذكاء الاصطناعي ذكرت العمال بأنهم ليسوا نتاجًا لما يفعلونه"، وأن "الرضا الوظيفي ليس نتاج وظيفتك، إنه نتاج شخصيتك".