تحالف "أوبك+" يواجه معضلة تقلب الأسواق

04 سبتمبر 2022
منتجو النفط يخشون انخفاض الأسعار (فرانس برس)
+ الخط -

يواجه تحالف "أوبك+" موقفاً غير معتاد خلال اجتماعه المرتقب، غداً الاثنين، إذ يتسبب تقلب الأسواق في ارتباك المشهد، على ضوء المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.

فبعد نحو عامين من زيادة إنتاج النفط الخام تدريجياً في عالم ما بعد جائحة فيروس كورونا، تواجه المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وشركاؤها، سوقاً مختلفة، في ظل السياسات النقدية المتشددة التي تتبعها الاقتصادات الكبرى على رأسها الولايات المتحدة لترويض التضخم الجامح، ما ينذر بركود اقتصادي عالمي يقل معه الطلب على النفط.

ودفعت التقلبات خلال الآونة الأخيرة، بما في ذلك انخفاض خام برنت بأكثر من 20% منذ أوائل يونيو/حزيران الماضي، الرياض إلى القول إن خفض الإنتاج قد يكون ضرورياً. وفي مواجهة الكثير من عدم اليقين، من المتوقع على نطاق واسع أن تحافظ منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها المنتجون من خارج المنظمة في ما يعرف بتحالف "أوبك+" على استقرار الإنتاج خلال اجتماع، الاثنين، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

في هذا الإطار، قال الرئيس العالمي لاستراتيجية الطاقة في بنك الاستثمار الأميركي جيه بي مورغان تشيس، كريستيان مالك: "يتعين على أوبك+ البحث بشكل أكبر في مجموعة واسعة من السيناريوهات خلال الاجتماع.. إنها بيئة تتسم بتزايد تقلبات الاقتصاد الكلي".

واقتربت أسعار النفط من أطول سلسلة انخفاض لها منذ عام 2020، مما يعرض المكاسب غير المسبوقة التي يتمتع بها المنتجون للخطر. في الأثناء، أظهرت الصين، أكبر مستورد للنفط، إشارات على تباطؤ اقتصادي "مقلق"، في حين أن الولايات المتحدة أصبحت على مقربة من الانكماش، لذا تتغير عدة أمور منذ اجتماع "أوبك+" قبل شهر، عندما كان يتعين عليه بحث مناشدات الرئيس الأميركي جو بايدن لزيادة الإنتاج على نطاق أوسع.

وكانت تقلبات الأسعار، قد دفعت وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، للإعلان قبل نحو أسبوعين، أن العقود الآجلة للنفط الخام انفصلت عن حقائق العرض والطلب، وأن فرض قيود على الإنتاج قد يكون أفضل أداة لاستعادة التوازن في سوق النفط. وقد حظيت هذه الرسالة بتأييد زملائه من أعضاء تحالف "أوبك+".

وارتفعت أسعار النفط، في ختام تداولات يوم أول من أمس الجمعة، وسط توقعات بأنّ "أوبك+" ستناقش تخفيضات الإنتاج، لتصل العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية إلى 93.02 دولاراً للبرميل بزيادة 66 سنتاً عن الجلسة السابقة، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 26 سنتا لتبلغ 86.87 دولاراً للبرميل.

مع ذلك، من المتوقع أن يتجاوز تحالف "أوبك+" الهدوء الحالي في الأسعار، إذ توقع 16 من 20 من التجار والمحللين الذين شملهم استطلاع لـ"بلومبيرغ" أنّ التحالف سيظل ثابتاً عندما يقرر مستويات إنتاج أكتوبر/تشرين الأول المقبل في اجتماعه غداً، عبر الإنترنت.

وبينما يخشى تحالف "أوبك+" انخفاض الأسعار، سيكون خفض الإنتاج أيضاً خطوة ذات حساسية على الصعيد السياسي بالنسبة للتحالف، خصوصاً في ظل ضغوط واشنطن لزيادة الإنتاج من أجل تخفيف وطأة التضخم على الأميركيين. وأقر تحالف "أوبك+" في اجتماعه الأخير، زيادة طفيفة في المعروض بمقدار 100 ألف برميل فقط يومياً خلال سبتمبر/أيلول الجاري.

المساهمون