التقرير الذي نشرته "العربي الجديد" أمس علي صفحتها العاشرة يتطلب رداً سريعاً من كبار مسؤولي الأمم المتحدة ومكتبها لخدمات المشاريع UNOPS بقطاع غزة إذا كانوا حريصين بالفعل على سمعة المؤسسة الأممية وعدم توريطها في قضايا أخلاقية قبل أن تكون سياسية أو قانونية.
فالتقرير الذي أعده زميلنا بقطاع غزة يوسف أبو وطفة يقول وبشكل واضح إن مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع UNOPS، الذي يتولى الرقابة على عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، يتجسس على تجار غزة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وأن المكتب يقدم معلومات لإسرائيل عن تجار الإسمنت ومواد البناء تؤدي لاعتقالهم من قوات الاحتلال بحجة العمل مع حركة حماس، وأن تقريراً رفعه مراقبون في المكتب الأممي، يزعم أن تجار مواد البناء بغزة يبيعون الاسمنت والحديد وغيرها من المواد المستوردة من إسرائيل لحماس وجناحها العسكري.
وينقل التقرير شهادات حية وموثقة من تجار غزيين تؤكد تورط المنظمة الأممية في التجسس لصالح إسرائيل، ومن بين الشهادات شهادة رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، التي قال فيها إنّ عمل مراقبي UNOPS يأتي في إطار الخدمة الأمنية المجانية للاحتلال، عبر التقارير التي تُرفع من هؤلاء المراقبين للاحتلال بأسماء المواطنين والموردين لمواد البناء بالقطاع.
وشهادة أخرى لتاجر أسمنت يقول فيها، إنّ جميع التقارير عن أوضاع مواد البناء بقطاع غزة تصل إلى الاحتلال أولاً بأول، ما يتسبب بتوقيف التجار الفلسطينيين حال تحركهم عبر المعابر التجارية مع الاحتلال وحرمانهم من العمل، وإيقاف توريد الإسمنت لهم ولمصانعهم، بل واعتقالهم.
وينقل التقرير شهادة لرئيس الاتحاد العام للصناعات الإنشائية، ورئيس جمعية رجال الأعمال بغزة، يصف فيها ما يجري من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع UNOPES، بالاحتلال الجديد للقطاع.
إن صح هذا الكلام الخطير فإننا أمام جريمة تجسس أممية واضحة تستهدف بداية عرقلة إعمار قطاع غزة أو إصلاح ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية في حربها البربرية الأخيرة على القطاع، وإعطاء مبررات للاحتلال بوقف توريد مواد البناء للقطاع والتحلل من التزاماته الدولية.
على حكومة التوافق الوطني وحركة حماس التحرك للتأكد من مدى تعاون المؤسسة الأممية مع الاحتلال الإسرائيلي، فأهالينا في غزة ليسوا في حاجة إلي معاناة ومشاكل جديدة بعد أن تحول القطاع إلى سجن كبير محاصر غربا من قبل النظام المصري منذ إنقلاب 3 يوليو 2013 وتحاصره إسرائيل من الجبهات الثلاث الأخرى.
اقرأ أيضا: منظمات دولية تقوّض إعمار غزة