تبرع الملياردير الأميركي الشهير وارن بافيت بمبلغ 4.64 مليارات دولار لخمس جمعيات خيرية، ليرتفع إجمالي تبرعاته منذ عام 2006 إلى أكثر من 51 مليار دولار.
والتبرع السنوي الذي قدمه بافيت الأربعاء هو أكبر تبرع للملياردير البالغ من العمر 92 عاماً، ويتألف من نحو 13.7 مليون من أسهم الفئة (بي) في شركته بركشاير هاثاواي.
وقدم بافيت 10.45 ملايين سهم لمؤسسة بيل وميليندا غيتس التي تلقت أكثر من 39 مليار دولار إجمالاً في صورة أسهم "بركشاير".
وقدم بافيت 1.05 مليون سهم لمؤسسة سوزان طومسون بافيت التي سميت باسم زوجته الأولى الراحلة و2.2 مليون سهم مقسمة بالتساوي بين الجمعيات الخيرية التي يقودها أبناؤه هوارد وسوزان وبيتر وهي مؤسسة "هوارد جيه. بافيت"، ومؤسسة "شيروود" و"مؤسسة نوفو".
ويتنازل بافيت تدريجياً عن كل الثروة التي بناها في أوماها بولاية نبراسكا، والتي يديرها منذ عام 1965.
وكان بافيت وبيل غيتس رائدين في "تعهد العطاء"، الذي تعهد فيه أكثر من 240 شخصاً مثل مايكل بلومبيرغ ولاري إليسون وكارل إيكان وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ بتقديم نصف ثروتهم على الأقل للأعمال الخيرية.
وتبرع بافيت بالفعل بأكثر من نصف أسهمه في "بركشاير". وما زال يملك أكثر من 112.5 مليار دولار، أو نحو 15% من أسهم الشركة بعد تبرعات الأربعاء.
وقال بافيت في بيان: "لم يحدث شيء غير عادي في بركشاير: قرارات بسيطة وسليمة عموماً، ورياح الدفع الأميركية.. أنتجت ثروتي الحالية".
ونحت بافيت مصطلح "رياح الدفع الأميركية" في 2019، لوصف قدرة الولايات المتحدة على بناء الثروة على المدى الطويل، حتى في أوقات الحرب والأزمات المالية.
وحول بافيت "بركشاير" إلى إمبراطورية قيمتها نحو 740 مليار دولار، من خلال شركات مثل "بي إن إس إف" للسكك الحديدية، و"جيكو" للتأمين على السيارات، وأسهم في شركات مثل "آبل".
ووارن بافيت هو رجل أعمال ومستثمر ناجح وفيلسوف مالي. وُلد في 30 أغسطس/ آب 1930 في أوماها، نبراسكا، الولايات المتحدة، وهو حالياً أحد أكبر المستثمرين في العالم، ويعتبره كثيرون مثلاً أعلى في صناعة الاستثمار، وله سجل حافل بتحقيق عوائد استثمارية مذهلة على مدى عقود.
ويُعرف بافيت بتواضعه الجم، حيث يعيش في نفس المنزل الذي اشتراه في سن الثلاثين عامًا، ويتبرع بشكل دوري للأعمال الخيرية. ويشتهر بفلسفته الاستثمارية القائمة على القيمة الأساسية والاستثمار للمدى الطويل، ويقول دائما إنه يفضل الاستثمار في الشركات التي يعتبرها مقاومة للركود، وتحقق أرباحًا متسقة على مدى الزمن.
ويعرف بافيت أيضاً بنظريته عن تكوين "الدائرة الواحدة Circle of Competence"، وهي فلسفة تعني أنه يجب على المستثمرين تحديد نطاق معرفتهم وفهمهم، والاستثمار فقط في الشركات التي تأتي ضمن هذا النطاق.
(رويترز، العربي الجديد)