تأخر الالتزامات المالية للدول الكبرى يحبط آمال قمة المناخ

01 نوفمبر 2021
مجموعة العشرين لن تفي بالتزاماتها المالية لدعم الدول الفقيرة بخصوص المناخ قبل 2023 (تويتر)
+ الخط -

لم تتّجه دول مجموعة العشرين خالية الوفاض إلى قمّة غلاسكو حول المناخ، إلا أنّ الالتزامات الاقتصادية التي قطعتها الأحد، في روما لم تقنع المنظّمات المدافعة عن البيئة والأمم المتحدة.
كانت قرارات مجموعة العشرين مرتقبة جداً، إذ إنّها تضمّ الاقتصادات المتقدّمة الرئيسيّة (الاتّحاد الأوروبي والولايات المتحدة)، فضلاً عن الدول الناشئة الكبيرة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل والتي تمثل 80 بالمائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس: "أحرزنا تقدّمًا خلال قمة مجموعة العشرين لكنّه ليس كافياً".

وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تغريدة: "أرحّب بالتزام مجموعة العشرين المتجدّد إيجاد حلول على الصعيد العالمي، لكنّي أغادر روما بآمال محبطة حتّى لو لم تُدفَن بعد".

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة "غرينبيس" جينيفر مورغن: "إذا كانت قمة مجموعة العشرين تحضيراً لكوب 26، فإنّ قادة العالم أضاعوا الفرصة".

غياب الالتزامات

ثمّة غياب لالتزامات واضحة، كما هو الحال على صعيد الفحم، مصدر التلوث الكبير بالكربون الذي لم تُحدّد قمة مجموعة العشرين أهدافاً وطنية بشأنه.
ورغم أن البيان الختامي أكد الاتفاق على التوقف عن دعم مشاريع المحطات الجديدة للطاقة التي تعمل بالفحم هذا العام،
لكنه لا يحدد مع ذلك هدفاً للتخلي عن الفحم على المستوى الوطني، كما لا تزال بلدان كثيرة، ولا سيما الناشئة، تعتمد اعتماداً كبيراً على الفحم لإنتاج الكهرباء، خصوصاً في سياق أزمة الطاقة العالمية الحالية.
ولم يحدد البيان كذلك تاريخا واضحا لتحقيق الحياد الكربوني، وقد اكتفت مجموعة العشرين بذكر "منتصف القرن". وذلك موعد أقل دقة من أفق 2050 الذي طالبت بتبنيه الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، وقد التزمت الصين حتى الآن ببلوغ الحياد الكربوني العام 2060.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أمس، إن بلاده ستضاعف ثلاث مرات تعهدها بالتمويل المخصص لمكافحة تغير المناخ في البلدان الفقيرة، ليصبح 1.4 مليار دولار سنوياً على مدار السنوات الخمس المقبلة، وهو جزء من التزام دول مجموعة العشرين بتوفير 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة تغير المناخ.

ولكن سجلت خيبة أمل كبيرة بشأن هذا الملف، الذي كان من المفترض أن يبدأ في عام 2020 لكنه فعلياً لن يكون قبل 2023، كما قدر تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي أن الأمر سوف يستغرق عدة سنوات قبل أن تفي الدول الغنية بهذا الالتزام.
مع أن تداعيات الأزمة المناخية تتفاقم مع موجات جفاف وقيظ مميتة وحرائق ضخمة وفيضانات. وغالباً ما تقف الدول الفقيرة في الصفوف الأمامية في مواجهة هذه الكوارث.
من جهتها، رجّحت المنظّمة العالميّة للأرصاد الجوية الأحد أنّ السنوات السبع من 2015 إلى 2021 كانت الأشدّ حراً على الإطلاق، معتبرة أنّ المناخ العالمي "دخل في المجهول".
(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون