بيتكوين تتجاوز 23 ألف دولار للمرة الأولى منذ أغسطس 2022

23 يناير 2023
سوق العملات المشفرة تنتعش من جديد (Getty)
+ الخط -

بينما انشغل الجميع بمعدل التضخم الأميركي، وما قد يسفر عنه اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، مطلع فبراير/ شباط المقبل، بشأن توجهات السياسة النقدية الأميركية خلال الأشهر المقبلة، وبصيحات وزيرة الخزانة جانيت يالين المحذرة من التأخر في رفع سقف الدين الأميركي، غافلت بيتكوين الأسواق خلال عطلة نهاية الأسبوع، وارتفعت فوق مستوى 23 ألف دولار للمرة الأولى منذ أغسطس/ آب من العام الماضي.

وهدأت بيتكوين، وشقيقاتها من العملات المشفرة، خلال الساعات الأولى من تعاملات اليوم الإثنين، متراجعة بعض الشيء، بعد أن نجحت إلى حد بعيد في إقناع العديد من المستثمرين بإمكانية استعادة سوقها الصاعدة، أو على الأقل استعادة ما تم فقده من قيمة سوقية بعد الانهيار الكارثي لمنصة FTX.

وتراجع سعر كبيرة العملات المشفرة، من حيث السعر والقيمة السوقية، بنسبة لم تتجاوز 1% خلال الساعات الأولى من أول أيام الأسبوع بتوقيت الشرق الأقصى، ليسجل 22,750 دولاراً للوحدة الواحدة، بعد ارتفاع تجاوزت نسبته 30% في أقل من أسبوعين، أبعد بيتكوين عن أدنى مستوياتها في عامين، والذي تم تسجيله في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، على إثر إفلاس المنصة الشهيرة، في واحدة من أكبر الصدمات التي تعرضت لها سوق العملات المشفرة الوليدة. 

وتزامن ارتفاع بيتكوين مع ارتفاع مقارب، وإن أقل كثيراً بنسبته، في سوق الأسهم، حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية، وأصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً بشأن الأصول مرتفعة المخاطر، خلال الأسابيع الأخيرة.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وارتبط ارتفاع التضخم، ومن ثم معدلات الفائدة، خلال العام الماضي، بابتعاد المستثمرين عن الأصول مرتفعة المخاطر، في وقتٍ دفعت فيه الخزانة الأميركية، الأكثر أماناً في العالم، عوائد على سنداتها تجاوزت 4%، الأمر الذي تسبب في خسارة العملات المشفرة أكثر من ثلثي قيمتها السوقية، نزولاً تحت مستوى 1 تريليون دولار. وخلال نفس العام، خسر مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا، أكثر من ثلث قيمته.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ساهم تراجع معدل التضخم الأميركي بصورة واضحة، وتزايد توقعات الاقتصاديين بإبطاء مجلس الاحتياط الفيدرالي وتيرة رفع الفائدة على أمواله، في استعادة العملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا، وأغلب الأسهم الأخرى، جزءاً غير صغير مما تم فقده من قيمة العام الماضي. 

وفي مذكرة أرسلها إلى عملائه، اليوم الإثنين، قال نعيم أسلام، المحلل لدى شركة الوساطة AvaTrade: "لدى بيتكوين علاقة إيجابية قوية مع عوامل المخاطرة، وقد تحركت نحو الأعلى حيث سجلت أسواق الأسهم المزيد من المكاسب"، مضيفاً أنّ "السؤال الكبير الآن هو إذا ما كان الارتفاع سيستمر، حيث بدأت الشقوق بالظهور في ارتفاع المخاطر، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف المتعاملين عن دعم الأصول ذات المخاطر العالية هذا الأسبوع".

وأكد إسلام أنّ تعليقات مسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي توضح أنه ليس في عجلة من أمره لإنهاء سياسته النقدية المتشددة.

ولا يبدو أن كل المتعاملين يسيرون بنفس القدر من الحذر، حيث غذى ارتفاع الأسعار فوق مستويات ما قبل انهيار منصة FTX موجة من التفاؤل، وسط رهانات بأن يكون أسوأ ما في السوق الهابط الوحشي الذي سيطر على الفضاء لمدة عام، قد انتهى.

ويقول يويا هاسيجاوا، المحلل الفني لدى منصة العملات المشفرة "بيتبنك"، "من الناحية الفنية، فإنّ المؤشرات تشير إلى اتجاه صعودي واضح، قد يصل بالسعر إلى أعلى مستوياته المسجلة في أغسطس/ آب الماضي، حين تجاوز 25 ألف دولاراً للوحدة الواحدة".

ويراقب العديد من المستثمرين عملة بيتكوين عند مستوى 30 ألف دولار، وهو ما يمثل مستوى سعر لم تشهده منذ ما عرف بعد ذلك بأنه بداية أزمة الائتمان المشفر في يونيو/ حزيران الماضي، عندما اقترب العديد من المقرضين من الإفلاس، وسادت حالة من الاضطرابات في الأسواق.

وفي حين أنّ الأسعار قد تتجه إلى ما يقرب من 25 ألف دولار على المدى القريب، وفقاً لبعض التحليلات الفنية، يبقى المستور الرئيسي 30 ألف دولار بعيداً، حتى هذه اللحظة، عن أعين وآمال المستثمرين.

المساهمون