تراجعت بيتكوين، العملة المشفرة الكبرى والأشهر في العالم، بنسبة 7.7% إلى 55.4 ألف دولار، اليوم الأحد، لتفقد نحو 4624.2 دولاراً مقارنة مع الإغلاق السابق.
وسجلت بيتكوين مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 64.8 ألف دولار، الأسبوع الماضي، قبل بدء التداول الأول لمنصة العملات المشفرة " كوينبيز" في بورصة ناسداك، يوم الأربعاء الماضي. وتقدر القيمة السوقية للعملة بأكثر من تريليون دولار، بعد زيادة بأكثر من 800% في العام الماضي.
وقاد هبوط بيتكوين، اليوم، العملات المشفرة الأخرى إلى انخفاض حاد، متأثرة بتقارير تفيد بأن وزارة الخزانة الأميركية قد تتخذ إجراءات صارمة ضد غسيل الأموال الذي يتم من خلال الأصول الرقمية، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
وانخفضت قيمة عملة إيثيريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، بنسبة 8% تقريبا. كما تراجعت قيمة إيثر، العملة المرتبطة بشبكة سلسلة الكتل إيثريوم، 6.53% إلى 2165.91 دولاراً، لتفقد 151.2 دولاراً عن إقفالها السابق.
ورغم التراجع الأخير في قيمة بيتكوين إلا أنها لا تزال محققة مكاسب قوية منذ بداية العام الجاري، إذ قفزت بنحو 100% من أقل مستوى بلغته خلال العام الجاري والبالغ 27.73 ألف دولار المسجل في الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتأتي مكاسب بِيتكوين الكبيرة هذا العام، وسط قبول أوسع للعملة الرقمية كأداة استثمار وسداد، بالتزامن مع إقبال متزايد من المستثمرين الأفراد على ضخ السيولة في الأسهم وصناديق المؤشرات وأصول أخرى عالية المخاطر.
وارتفعت العملة كذلك بفضل دعم من مؤسسات عالمية كبرى، خاصة في الولايات المتحدة، منها "بنك نيويورك ميلون" ومؤسسة "بلاك روك" لإدارة الأصول، وشركة بطاقات الائتمان العملاقة ماستركارد، و"تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية.
وفي رصد لـ"العربي الجديد" قفز سعر بيتكوين في أقل من 8 سنوات بأكثر من 8100%، إذ لم يكن سعرها يتجاوز 744 دولاراً في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2013.
ورغم التذبذب الحاد في سعر العملة الرقمية الأكثر رواجاً في العالم، إلا أن قفزاتها صعوداً كانت الأكثر لفتاً للانتباه من موجات الانحدار السريعة التي تعرضت لها.
فقد سجلت بيتكوين بنهاية 2014 نحو 309 دولارات، بتراجع بلغت نسبته 58.4%، لكنها زادت بنسبة 37.2% بنهاية 2015 حينما وصلت إلى 424 دولاراً، قبل أن تقفز إلى حوالي 952 دولاراً في نهاية 2016، لتواصل الصعود الكبير مسجلة نحو 13062 في نهاية 2017، بزيادة بلغت نسبتها 1272%، لكنها انحدرت إلى هبوط حاد في عام 2018 لتنهي ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام عند 3689 دولاراً، بتراجع نسبته 71%.
وفي نهاية 2019 استعادت العملة عافيتها لتزيد إلى 7251 دولاراً، قبل أن يتضاعف سعرها نحو 4 مرات خلال العام الماضي 2020 وتغلق عند 28.8 ألف دولار، لتواصل رحلتها نحو قفزة تاريخية سجلتها في الثامن من يناير/ كانون الثاني 2021 مسجلة 42 ألف دولار تراجعت بعدها بنسب كبيرة لتصل في الخامس من فبراير/ شباط الجاري إلى حوالي 37 ألف دولار قبل أن تقفز إلى مستويات غير مسبوقة أمس بكسر حاجز 48 ألف دولار.
وأشعل دخول أباطرة المال من المليارديرات وصناديق الاستثمار في وول ستريت والمؤسسات المختلفة إلى عالم العملات الرقمية جذوة المضاربات، بينما لا تملك هذه العملات رقماً متسلسلاً ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
ومع ذلك تجاوزت القيمة السوقية للوحدات المتداولة من العملات الرقمية مجتمعة التريليوني دولار في وقت سابق من إبريل/ نيسان الجاري، منها 1.1 تريليون دولار لعملة بيتكوين وحدها.