استمع إلى الملخص
- الخلل شمل 40 سهمًا آخرًا وتم تحديده كمشكلة في نطاقات الأسعار المحددة لمكافحة التقلبات الشديدة، مما يؤكد على أهمية الاستعداد للتعامل مع الأخطاء التقنية في الأسواق المالية.
- وارن بافيت، المستثمر الشهير وأكبر مساهم في بيركشاير هاثاواي، لم يظهر قلقًا تجاه الخلل، مما يعكس استراتيجيته للاستثمار طويل الأجل وثقة السوق العالية في استثماراته.
تسبب خلل فني في بورصة نيويورك، اليوم الاثنين، في سقوط أسهم الدرجة الأولى A لشركة بيركشاير هاثاواي، التابعة للمستثمر الملياردير وارن بافيت، على الشاشات، متراجعة بنسبة تتجاوز 99%، بينما أكدت مصادر من شركة إدارة استثمار بولاية ماريلاند الأميركية لـ"العربي الجديد" أنّ السعر الذي ظهر على الشاشات لم يجر التعامل عليه في أي صفقة.
وأظهر الخلل أسهم شركة بيركشاير هاثاواي، وشركات أخرى، كما لو كانت تباع بأسعار أقل بنسبة هائلة من أسعارها الحقيقية. ولدى بيركشاير هاثاواي فئتان من الأسهم، الفئة A والفئة B. وأظهر الخلل أسهم الفئة A معروضة بسعر 185.10 دولاراً أميركياً، في حين كان سعرها الفعلي حوالي 627,400 دولار. وأكدت البورصة أن سعر البيع في البورصة لم يتأثر، وأن مصدر الخلل جرى تحديده وإصلاحه، وأن التداول استُؤنف بشكل طبيعي.
وارن بافيت لم يقلق
وقالت بورصة نيويورك إن المشاكل تنبع من نطاقات الأسعار التي نشرتها رابطة الشريط المجمع CTA، وهي المنظمة التي تستخدمها البورصات الكبرى لتقديم أسعار الأسهم في الوقت الحقيقي بشكل مشترك. وقالت بورصة نيويورك، في حوالي الساعة 11:45 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، إنه جرى حل المشكلات، وعاد التداول إلى طبيعته.
وقالت "CTA" إنه كانت هناك مشكلة تتعلق بنطاقات الأسعار المحددة والأعلى، وهي آلية تهدف إلى مكافحة تقلبات السوق المبالغ فيها، بين الساعة 9:30 صباحاً والساعة 10:27 صباحاً بتوقيت نيويورك. وأشارت إلى أن المشكلة ربما كانت ناجمة عن إصدار برنامج جديد، مؤكدة عودتها إلى البرنامج السابق في مركز البيانات الأساسي الخاص بها لجلسة التداول يوم الثلاثاء.
وتأثر 40 سهماً بالمشكلة، وفقاً لـ "CTA". وتشمل الأسهم البارزة الأخرى شركات مطاعم تشيبوتلي، وبنك مونتريال، وغيرها. ووفقاً لبيانات بورصة نيويورك، كان هناك أقل من 4000 صفقة مسجلة في اليوم لأسهم بيركشاير من الدرجة الأولى A عندما توقف التداول. واستمر التداول في أسهم الفئة B، التي انخفضت بنسبة تقل عن 1% خلال الساعات الأولى من تعاملات يوم الاثنين. ولا يبدو أن التوقفات كان لها تأثير ملحوظ على قيمة مؤشرات الأسهم الرئيسية.
وتأتي المشكلات التي حدثت، اليوم الاثنين، لتذكر الجميع بأن أسواق التداول ومقدمي البيانات الأساسيين في "وول ستريت" ليسوا منزهين عن الأخطاء. وكانت هناك بعض المشكلات المؤثرة في الأسواق مؤخراً، ومنها تجميد لمدة ساعة لخلاصة بيانات مؤشر بورصة شيكاغو التجارية الأسبوع الماضي، وخطأ في نظام بورصة ناسداك في ديسمبر/ كانون الأول، ترتب عليه إلغاء بعض الطلبات. وكانت لدى بورصة نيويورك أيضاً مشكلة في يناير/ كانون الثاني من عام 2023، عندما لم تجر المزادات الافتتاحية لبعض الأسهم بشكل صحيح.
وفي الأيام العادية، تحمل أسهم الفئة A الأصلية لشركة بيركشاير واحدة من أعلى الأسعار في وول ستريت. والأسبوع الماضي، جرى بيع أسهم الشركة بسعر يتجاوز متوسط سعر المنزل في الولايات المتحدة بحوالي 45%. ووصلت أسهم الفئة A إلى أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق عند 634,440 دولاراً في 28 مارس/ آذار الماضي.
وترجع القيمة شديدة الارتفاع لأسهم الشركة إلى أن وارن بافيت لم يقم مطلقاً بتقسيم الأسهم، لأنه يريد جذب المساهمين ذوي التوجهات الاستثمارية ذات الآفاق طويلة المدى. وقال تلميذ بن غراهام، الشهير باسم "أبو الاستثمار"، إن العديد من المساهمين في بيركشاير يستخدمون أسهمهم حساب توفير. وأصدرت شركة بيركشاير أسهم الفئة B في عام 1996 بسعر يساوي واحداً على ثلاثين من أسهم الفئة A لتلبية احتياجات المستثمرين الصغار الذين يريدون تذوق جزءاً صغيراً من "كعكة" بافيت.
ويعد بافيت أكبر مساهم في شركة بيركشاير، حيث يمتلك أكثر من 38% من أسهم الفئة A، وفقاً لشركة البيانات FactSet. وتعهّد الثعلب العجوز بالتخلي عن الثروة التي بناها في شركة بيركشاير، وهي المجموعة التي يقع مقرها في أوماها، التي يديرها منذ عام 1965.