بورصة تل أبيب تتلون بالأحمر بانتظار رد إيران: هبوط حاد وتراجع الشيكل

05 اغسطس 2024
بورصة تل أبيب، 9 يناير 2006 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تراجع حاد في بورصة تل أبيب**: انخفضت جميع الأسهم في مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 3.1%، وأسهم بنوك تل أبيب بنسبة 2.2%، وعقارات تل أبيب بنسبة 2.8%، وأسهم التكنولوجيا بنسبة 3.6%، نتيجة التهديدات الإيرانية وتداعيات هبوط الأسواق العالمية.

- **تأثير الحرب والتوترات الجيوسياسية**: منذ اندلاع الحرب على غزة، حقق مؤشر TA-125 عائداً إيجابيّاً بنسبة 11%، لكن المخاوف من حرب إقليمية أدت إلى فجوات في العائد بين سندات الحكومة الإسرائيلية والأمريكية.

- **هبوط سعر الشيكل وتأثيره**: ضعف الشيكل بنحو 2% مقابل الدولار الأميركي، ويتوقع الخبراء مزيداً من الانخفاض في حال تصاعد التوترات الإقليمية، مما قد يدفع بنك إسرائيل للتدخل.

 افتتحت التداولات في بورصة تل أبيب باللون الأحمر اليوم الاثنين، حيث يتم تداول جميع الأسهم في مؤشر تل أبيب 35 على انخفاض، وتقود أسهم الرقائق الاتجاه السلبي، حيث تنخفض شركة Nova بنسبة 6.4%، وتخسر أسهم شركة ​​Kamtech 6%، ما أدى إلى تأخر افتتاح التداول في البورصة.

وانخفض مؤشر بورصة تل أبيب 35 وتل أبيب 125 بنسبة 3.1% صباح اليوم الاثنين، وتراجعت أسهم بنوك تل أبيب 2.2%، وعقارات تل أبيب 2.8%، وخسرت أسهم تل أبيب للتكنولوجيا 3.6%.

وتساهم التهديدات الإيرانية للاحتلال رداً على اغتيال مسؤول في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفقاً لموقع "كالكاليست" الإسرائيلي، فيما تتلقى البورصة أيضاً تداعيات هبوط الأسواق في جميع أنحاء العالم هذا الصباح، أبرزها انخفاض بأكثر من 12% في سوق الأسهم اليابانية وانخفاضات حادة في العقود الآجلة في وول ستريت .

وأغلقت سوق الأسهم اليابانية منخفضة بنسبة 12.4%، مسجلة أكبر انخفاض لها منذ "الاثنين الأسود" عام 1987. وتراجع مؤشر نيكي 4451.28 نقطة، وهو أكبر انخفاض له على الإطلاق من حيث النقاط، ليغلق عند 31458.42 نقطة. ويقود مؤشر نيكاي في طوكيو الانخفاضات اليوم وينخفض ​​بنسبة 7.7% إلى مستوى يضعه في التعريف الفني لـ "السوق الهابطة"، وهو انخفاض بنسبة 20% مقارنة بالمستوى القياسي الأخير. 

وانخفض مؤشر كوسبي في سيول بنسبة 7.4%، في حين انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.3%، وارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.1%. في هذه الساعة المبكرة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنسبة 0.8%، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.2%.

وتسجل التراجعات الحادة على خلفية الإغلاق الأحمر نهاية الأسبوع في وول ستريت، وسط مخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة التي يؤخر البنك المركزي خفضها، وبيانات التوظيف الضعيفة.

مسار تراجع بورصة تل أبيب

ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، حقق مؤشر TA-125 عائداً إيجابيّاً بنسبة 11%، لكن هذا عائد أقل بكثير من مؤشر الأسهم العالمية.

وكانت الشاشات في بورصة تل أبيب حمراء أمس أيضاً، عندما انخفض مؤشر بورصة تل أبيب 125، المؤشر التمثيلي لملكية المنازل، بنحو 2.3%، وذلك على خلفية المخاوف المتزايدة من اندلاع الحرب الإقليمية، وأيضاً بسبب الانخفاضات الحادة في أسواق الأسهم الأميركية. وكان اليوم الأحمر في سوق الأسهم أمس أحد أكثر الأيام قسوة منذ اندلاع الحرب في غزة قبل ما يقرب من 10 أشهر.

ومع تزايد الخوف من التصعيد في الأشهر الأخيرة، انفتحت فجوات في العائد بين سندات الحكومة الإسرائيلية وسندات الحكومة الأمريكية. وبلغ العائد على سندات الحكومة الإسرائيلية لمدة خمس سنوات في نهاية الأسبوع الماضي 4.8%، في حين بلغ العائد على السندات الأميركية المقابلة 3.6%. وبعبارة أخرى، فإن العائد المرتفع على سندات الحكومة الإسرائيلية لمدة خمس سنوات يعني أن المستثمرين يرون مخاطر أعلى في الاستثمار في إسرائيل، وهذا بشكل رئيسي على خلفية الحرب والتوترات الجيوسياسية الإقليمية.

هبوط سعر الشيكل

وافتتحت تداولات هذا الأسبوع في سوق الصرف الأجنبي على مزيد من الضعف للشيكل مقابل العملات الرئيسية. كما أظهرت تداولات الأسبوع الماضي مرة أخرى مدى حساسية الأسواق المالية، بما في ذلك سوق الصرف الأجنبي، للتطورات الجيوسياسية. فقد ضعف الشيكل بنحو 2% الأسبوع الماضي مقابل الدولار الأميركي، إذ تم تحديد الأسعار التمثيلية يوم الجمعة عند 3.8070 شواكل/دولار و4.1114 شواكل/يورو.

ويأتي ضعف الشيكل أمام الدولار الأميركي على الرغم من ضعف الدولار نفسه في الأسواق العالمية، ففي الشهر الماضي ارتفع اليورو أمام الدولار بنحو 1%.

وقال خبير إدارة المخاطر شموئيل بيرغر لـ "غلوبس" إنه "إذا وقع هجوم من طرف إيران ووكلائها فستحصل أضرار جسيمة، ومن المرجح أن نشهد تصعيداً إقليميّاً، وفي هذه الحالة قد يصل سعر الدولار إلى 3.9 شواكل أو أعلى".

وفي هذه الحالة، كما يوضح بيرغر، سوف تضطر المؤسسات المالية الإسرائيلية إلى تغيير محافظها الاستثمارية بما يتفق مع تعرضها للدولار. "وهذا من شأنه أن يعزز انخفاض قيمة الشيكل، ويعزز المستثمرين الأجانب، والمضاربين الذين يعملون في سوق الصرف الأجنبي ويحركون سعر صرف العملة وفقاً للأحداث الأمنية".

في رأي بيرغر، في سيناريو متطرف، قد يصل سعر الدولار إلى 4 شواكل. ولكن في سيناريو أكثر تفاؤلاً، في حال كان رد فعل إيران وحزب الله على عمليات الاغتيال الأخيرة لكبار الشخصيات في حماس وحزب الله خافتاً وتهدأ المنطقة، يقدر بيرغر أن الشيكل سيرتفع قليلاً، وأن سعر الشيكل مقابل الدولار سينخفض ​​إلى أقل من 3.8 شيكل.

يقول رافي جوزلان، كبير خبراء الاقتصاد في بيت الاستثمار الإسرائيلي آي بي آي: "إن ارتفاع علاوة المخاطرة في إسرائيل يتجلى في جميع الأدوات وبالطبع في سوق الصرف الأجنبي أيضاً. قبل أسبوعين، كانت معنويات السوق تسير في الاتجاه الآخر، مع توقع أن تهدأ الأمور وربما يكون هناك صفقة للإفراج عن الرهائن، ولكننا الآن لدينا تحول 180 درجة".

ويعتقد جوزلان أنه إذا وصل انخفاض قيمة الشيكل إلى نقطة معينة، فسوف يضطر بنك إسرائيل إلى التدخل. "لا يتدخل البنك عند مستويات الشيكل الحالية، لكن اللاعبين في السوق يعرفون أنه سيتدخل في حال وصل إلى معدلات مرتفعة، أي أكثر من 4 شواكل  للدولار".

وبموجب الخطة التي طرحها بنك إسرائيل في بداية الحرب، تم تخصيص 30 مليار دولار للبيع، بهدف استقرار سوق الصرف الأجنبي. وحتى الآن، باع البنك 8.5 مليارات دولار فقط.

ويضيف جوزلان أن سرعة انخفاض قيمة الشيكل ستؤثر أيضاً على رد فعل بنك إسرائيل. "إذا انخفض سعر الشيكل بسرعة، فسوف يرى بنك إسرائيل ذلك خللاً في السوق، وسوف يتدخل".

المساهمون