بوتين يبحث عن أسواق للنفط الروسي وسط هبوط حاد في حركة الشحن

13 ابريل 2022
الأسواق المحلية تعوض بعد الطلب (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ستعثر على مشترين جدد للنفط والغاز الطبيعي والفحم في الداخل والخارج حيث يرفض بعض العملاء التقليديين تسلم الشحنات. 

وأضاف بوتين في كلمة مخصصة لمنطقة القطب الشمالي الروسية "لدينا خيارات وفرص بديلة متاحة. أما بالنسبة للنفط والغاز والفحم الروسي، فسنكون قادرين على زيادة استهلاكها في السوق المحلية، وتعزيز ايصال موارد الطاقة إلى مناطق أخرى في العالم تحتاجها حقًا".

وأكد أنه "بسبب تصرفات الدول غير الصديقة، تعطلت سلاسل النقل والعمليات، وهذا بالطبع يخلق صعوبات لنا، لكننا نملك الموارد والفرص لإيجاد حلول بديلة بسرعة".

لم يكشف بوتين عن الدول التي كان يقصدها، لكن الصين التي لا تكف شهيتها للمحروقات عن النمو، تقع على حدود روسيا. وتأتي هذه التصريحات في وقت يبحث فيه الاتحاد الأوروبي تشديد عقوباته على قطاعات الطاقة الروسية ردا على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

كذا، قال مسؤولان تنفيذيان روسيان لوكالة "رويترز" إن موسكو تستعد لانخفاض حاد في تدفقات الشحن وعجز في الحاويات، بعد أن أوقفت شركات شحن الحاويات الدولية الرئيسية عملياتها في البلاد بسبب حملة موسكو العسكرية في أوكرانيا.

وتدور مناقشات ساخنة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول فرض حظر محتمل على الغاز الروسي، إذ إن ألمانيا تعد أحد أبرز المعارضين لوقف هذه الواردات التي تعتمد عليها بشكل فوري.

أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان فرض حظر على الفحم الروسي، وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى أنها ستقترح تخلي الاتحاد الأوروبي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.

وفي حين أن معظم الدول لم تفرض عقوبات مباشرة على مبيعات الطاقة الروسية ردًا على غزوها لأوكرانيا، فقد تم تقليص الشحنات حيث يبحث المشترون في مكان آخر أو يواجهون مشاكل لوجستية.

ويرفض العديد من المشترين التقليديين الرئيسيين استلام شحنات النفط الروسية، أو تعهدوا بفعل ذلك بمجرد انتهاء العقود. كانت موسكو قادرة على إعادة توجيه بعض تدفقات النفط إلى آسيا، مما جذب المشترين بخصومات كبيرة. حظرت الولايات المتحدة الواردات الكاملة من النفط الخام والمنتجات من البلاد ، ومن المقرر أن تحذو المملكة المتحدة حذوها بحلول نهاية العام.
في الأيام الستة الأولى من أبريل/ نيسان، انخفض الإنتاج الروسي بأكبر قدر في عامين تقريبًا إلى حوالي 10.52 ملايين برميل يوميًا، وفقًا لحسابات بلومبيرغ. جاء الانخفاض بنحو 500 ألف برميل يوميًا عن مستويات الإنتاج في مارس/ آذار بسبب زيادة المخزونات في حقول النفط والمصافي الروسية. تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض إنتاج البلاد بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا لشهر أبريل ككل. 

وفي السياق، أوقفت أكبر ثلاث شركات شحن حاويات في العالم، ميرسك الدنماركية و(سي.إم.إيه سي.جي.إم) الفرنسية و(إم.إس.سي) ومقرها سويسرا، حجوزاتها من روسيا وإليها بعد أن أرسلت موسكو قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، مما أدى إلى موجة من العقوبات الغربية.

وقال رئيس شركة ديلو غروب، أكبر مشغل حاويات في روسيا، إن من المتوقع أن يؤدي خروج كبرى شركات شحن الحاويات، التي تنقل معظم السلع المصنعة حول العالم، إلى انخفاض كبير في الشحنات إذا لم يتم إيجاد بدائل لهذه الشركات قريبا.

وأوضح ديمتري بانكوف الرئيس التنفيذي لديلو غروب "نتوقع أن يكون الانخفاض في الشحنات (من وإلى الموانئ الروسية) في المنطقة الشمالية الغربية حوالي 90 إلى 95 بالمئة بدءًا من مايو/ أيار إذا لم تظهر بدائل في السوق". وكان يشير إلى محطات الحاويات في الموانئ الروسية، ومنها الموجودة في سانت بطرسبرغ وأوست-لوجا.

وأشار بانكوف إلى أن الموانئ في الشرق الأقصى الروسي والبحر الأسود وبحر آزوف ستعاني بشكل أقل من خروج الشركات الكبرى لشحن الحاويات لأن نصيبها من حركة الشحن كان أقل من حصة شمال غرب روسيا إلى جانب بدء ظهور شركات جديدة في تلك المناطق. ولم يذكر أسماء تلك الشركات، لكنه قال إن بعضها جاء من تركيا.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون