بنوك مركزية حول العالم تتأهب لرفع أسعار الفائدة

11 يناير 2022
رفع أسعار الفائدة في أميركا يؤثر على مختلف الأسواق (Getty)
+ الخط -

يتأهب الكثير من البنوك المركزية حول العالم لمواجهة التضخم المتفاقم عبر سياسات نقدية على رأسها رفع أسعار الفائدة، لاسيما في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، ما يلقي بتأثيرات واسعة على الأسواق الدولية.

ومن المحتمل أن يسجل معدل التضخم في الولايات المتحدة، أسرع وتيرة له في أربعة عقود، الأمر الذي يُفسر التحول في نهج مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) تجاه السياسة النقدية، وتزايد قلق المستهلكين بشأن الاقتصاد.

ويُتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الذي تجري متابعته على نطاق واسع، ويصدر غدا الأربعاء، بنحو 7% على أساس سنوي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأن يصعد بنسبة 0.4% على أساس شهري مقارنة بنوفمبر/ تشرين الثاني.

استعداد أميركي

يسلط ارتفاع التضخم الضوء على سبب استعداد المسؤولين الأميركيين لاستعادة السياسة النقدية الطبيعية بأسرع مما كان متوقعاً في السابق. وبالإضافة إلى هذه المسألة، فهناك مؤشر على التشديد في سوق العمل، بما في ذلك قفزة الأجور وتراجع البطالة، بحسب البيانات الصادرة، يوم الجمعة الماضي.

وقد يكون الأمر أكثر وضوحاً بالنسبة إلى مراقبي إجراءات الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع المقبل، بشأن ما إذا كان رفع سعر الفائدة قد يأتي في أقرب وقت في مارس/آذار.

وتوقع بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" في مذكرة وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن ينفذ الاحتياطي الفيدرالي 4 عمليات رفع لمعدل الفائدة خلال العام الجاري، وذلك في مارس/آذار ويونيو/حزيران، وسبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول.

ويعني ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية في الولايات المتحدة، زيادة في تكاليف إعادة تمويل ديون عدد من البلدان الناشئة المستحقة بالدولار.

وحذر صندوق النقد الدولي، أمس الإثنين، من أن "اضطرابات اقتصادية" تنتظر الاقتصادات الناشئة، مع قيام البنك المركزي الأميركي برفع معدلات الفائدة الأساسية وتباطؤ النمو العالمي بسبب سلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا.

الصين وكوريا الجنوبية

وفي آسيا، تعلن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خلال الأسبوع الجاري عن بيانات الأسعار، والتي يمكن أن تُقدم المزيد من الأدلة، على أن الضغط الناجم عن التضخم بلغ ذروته في الوقت الحالي، ما يعزز رفع أسعار الفائدة.

ويتوقع اقتصاديون أن يتخذ محافظ البنك المركزي في كوريا الجنوبية لي جو يول، قراراً برفع متتالٍ لأسعار الفائدة في رابع أكبر اقتصاد في آسيا. كما يطرح بنك اليابان تقييمه بشأن صحة الاقتصادات المحلية للبلاد قبل اجتماع السياسة في الأسبوع المقبل.

ألمانيا والمملكة المتحدة

وفي ألمانيا، تترقب الأوساط الاقتصادية تحركات البنك المركزي، وفق بيانات النمو للعام 2021 بأكمله في أكبر اقتصاد في أوروبا. كما سيشهد، يوم الجمعة المقبل، واحداً من أهم الأحداث في المملكة المتحدة بالكشف عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي والصناعي الشهرية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وستكون دول أوروبا الشرقية نقطة ساخنة لإجراءات السياسة النقدية، إذ من المرجح أن يرفع العديد من البنوك المركزية أسعار الفائدة منها المجر وصربيا.

أفريقيا وأميركا اللاتينية  

وفي أفريقيا، تسارع معدل التضخم السنوي في مصر إلى 6.5% خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، صعودا من 6.2% في نوفمبر/تشرين الثاني السابق له، وفق بيانات رسمية صادرة، أمس الإثنين.

ومن المتوقع أن تعلن غانا، غداً الأربعاء، بيانات حول تسارع التضخم إلى مستوى 12.5% في ديسمبر/كانون الأول، متجاوزاً الحد الأقصى للنطاق المستهدف للبنك المركزي والبالغ 6% إلى 10%. وفي أميركا اللاتينية، تشير التقديرات إلى ارتفاع معدلات التضخم كذلك في العديد من الدول، منها الأرجنتين والبرازيل.

 

المساهمون