تنتج البنوك القطرية بشكل مستمر برامج وأوعية ادخارية جديدة لجذب أصحاب الودائع، وتتنافس فيما بينها لتقديم أكبر نسب فائدة للعملاء تصل في بعض البرامج على الودائع طويلة المدى إلى 3.25% سنوياً للريال القطري، وإلى 1% للدولار.
وبرغم أن هذه النسب تعتبر منخفضة إلى حد ما، إلا أنها مناسبة في ظل الركود العالمي وما صاحبه من تراجع كبير في أسعار الفائدة عالمياً، الأمر الذي يجعل البنوك القطرية قادرة على جذب مزيد من الودائع من الأسواق الخارجية.
وفي هذا الشأن، أكد الخبير المصرفي عبد الله الخاطر، أنه بالرغم من انخفاض نسبة الفوائد على الودائع، إلا أن البنوك العاملة في قطر لديها فرصة للاستفادة من الوضع المالي والاقتصادي المتميز للبلاد والعمل على جذب أموال الودائع في الداخل والخارج.
وأوضح الخاطر في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن السوق العالمي يعاني من حالة ركود حالياً صاحبها انخفاض كبير في نسب الفائدة على الودائعً، وصلت إلى صفر في المائة كما هو الحال مع الدولار. وقال: "البنوك القطرية قادرة على جذب الودائع العالمية من خلال (غرف التداول)، والاستفادة من المردود العالمي على السندات السيادية العالمية".
ولفت إلى أن هذه البنوك عليها الاستفادة من الوضع المالي المستقر لقطر وما تتمتع به من جدارة ائتمانية، موضحاً أن السوق القطري يسمح للبنوك بجذب المزيد من الاستثمارات العالمية بفوائد تبدأ من 1% وقد تصل إلى 3% للودائع طويلة الأجل.
وعلى المستوى الداخلي أوضح الخاطر أن البنوك تعمل على استقطاب الودائع الداخلية بتحسين خدماتها ورقمنة العمليات المصرفية، والعمل على توفير خدمات غير تقليدية، وخفض تكاليفها الداخلية.
وأضاف: "لدى كل بنك أدوات مالية متعددة، وإجراءات كثيرة يمكن اتخاذها لرفع نسبة الفائدة على الودائع، كما أن لديها القدرة على تشغيل أموال الودائع لتوفير نسب فائدة جاذبة ومنافسة".
وأعلن مصرف قطر المركزي في مارس/ آذار الماضي خفض سعر فائدة الإيداع لدى المصرف (QCBDR)، بواقع 50 نقطة أساس ليصبح 1.5%، وخفض سعر فائدة الإقراض من المصرف (QCBLR)، بواقع 75 نقطة أساس ليصبح 3.5%، وخفض سعر إعادة الشراء (Repo Rate)، بواقع 50 نقطة أساس ليصبح 1.5%.
وأظهرت بيانات الميزانية المجمعة للبنوك ارتفاع ودائع القطاع الخاص المحلية لدى البنوك مع نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بنحو 2.8 مليار ريال عن نهاية سبتمبر إلى مستوى 378.1 مليار ريال (الدولار = 3.65 ريالات).
ويبلغ عدد البنوك العاملة في قطر 19 بنكاً تتسابق فيما بينها على استقطاب العملاء من خلال طرق مختلفة، مثل منح أصحاب الودائع امتيازات وخصومات في مؤسسات تابعة أو شريكة لكل بنك.