"بلومبيرغ": "دافوس الصحراء" يجذب المستثمرين وسط حرب الشرق الأوسط

27 أكتوبر 2024
إحدى جلسات مؤتمر "دافوس في الصحراء" 2023 /الرياض/ 25 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستضيف السعودية "مبادرة الاستثمار المستقبلي" لتعزيز مكانتها كمركز عالمي، حيث يجتمع كبار المسؤولين لمناقشة رؤية 2030 التي تهدف لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
- تركز السعودية على جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز شراكاتها مع وول ستريت ووادي السيليكون، مع توقع صفقات بقيمة 28 مليار دولار تشمل الذكاء الاصطناعي والهيدروجين.
- رغم التحديات الإقليمية، تواصل السعودية خططها التنموية الكبرى، مع اهتمام دولي قوي بالمؤتمر، حيث سجل حوالي 7,000 شخص للحضور هذا العام.

ستستضيف السعودية أكبر الأسماء في عالم المال والتكنولوجيا الأسبوع المقبل، في "مبادرة الاستثمار المستقبلي"، المعروفة غالبًا باسم "دافوس في الصحراء"، في اختبار لشهية المستثمرين تجاه طموحات المملكة في التحول إلى مركز عالمي، في وقت يشهد توسعًا في الصراعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط.

وقالت وكالة بلومبيرغ إن المسؤولين التنفيذيين الدوليين سيتعاملون مع منطقة تتعرض لاضطرابات جيوسياسية، وسط تهديدات بتصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران هي الأعنف منذ عقود، بينما تهبط طائرات هؤلاء في بلد يواجه بشكل متزايد حقيقة أن حتى ثروته النفطية الضخمة لها حدود. لكن حضور مؤتمر "دافوس في الصحراء" يبدون غير متأثرين، إذ يرون في المؤتمر فرصة للانضمام إلى رؤية الأمير محمد بن سلمان الاقتصادية البالغة قيمتها تريليون دولار تحت مظلة "رؤية 2030". وأصبح للرؤساء التنفيذيين ديفيد سولومون من مجموعة غولدمان ساكس، وجين فريزر من سيتي غروب، ولاري فينك من بلاك روك، حضور منتظم في قمة دافوس بالرياض، ومن المقرر أن يعودوا هذا العام.

وتحولت وول ستريت ووادي السيليكون بشكل متزايد نحو الشرق الأوسط الغني بالنفط مع تشديد السيولة في أجزاء أخرى من العالم، خاصة الصين. وتمتلك السعودية وحدها ما يقرب من تريليون دولار من الثروة السيادية، على الرغم من أن ولي العهد يريد من عمالقة الصناعة توجيه تلك الأموال نحو دعم طموحاته المحلية بدلًا من الاستثمار في الخارج، وفقًا لبلومبيرغ.

ومع ذلك، فإن الخلفية العامة مشبعة بحالة من عدم اليقين المتزايدة، حيث تركزت السياسة الخارجية السعودية مؤخرًا على خفض التوترات الإقليمية على أمل أن يجلب الاستقرار مزيدًا من رأس المال الأجنبي والمعرفة التكنولوجية، لكن أحداث العام الماضي ذكّرت الجميع بعدم استقرار المنطقة. وصرح غريغوري غوز، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة تكساس إيه آند إم، بأن "تأثير عدم الاستقرار الإقليمي على فرص الاستثمار الأجنبي سلبي تمامًا، باستثناء صناعة الدفاع"، مشيرًا إلى أن رأس المال "لا ينجذب نحو مناطق الصراع، حتى لو لم تكن الدولة نفسها طرفًا مباشرًا فيه".

ومع ذلك، تواصل السعودية دفع خططها التنموية الكبرى. ومن المتوقع أن يُعلن في مؤتمر "دافوس في الصحراء" عن صفقات تزيد قيمتها عن 28 مليار دولار خلال الأسبوع المقبل، وفقًا لريتشارد عطية، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة الاستثمار المستقبلي، على أن يركز بعضها على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك صندوق جديد مع شركة رأس المال المخاطر أندريسين هورويتز قد يصل حجمه إلى 40 مليار دولار. كما يُتوقع أن تُعلن المملكة عن شركة جديدة تستثمر ما لا يقل عن 10 مليارات دولار لجعل السعودية رائدة عالميًّا في إنتاج الهيدروجين، وهو وقود منخفض الكربون يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًّا في التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

وسيتم أيضًا إطلاق صندوقين للتداول في بورصة الرياض، مما يمنح المستثمرين السعوديين إمكانية الوصول إلى الأسهم في هونغ كونغ، وهو ما يعكس العلاقات المتنامية للمملكة مع الصين في سعيها لتعزيز تدفقات الاستثمار مع أكبر شريك تجاري لها. وسيتحدث في القمة وزير المالية في هونغ كونغ بول تشان، والمفوض لمبادرة الحزام والطريق نيكولاس هو، كأبرز المتحدثين من آسيا.

ومع ذلك، فإن الصراع الإقليمي يؤثر بلا شك في معنويات المستثمرين العالميين في الشرق الأوسط، والمملكة، وهي أكبر اقتصاد في الخليج، تشعر ببعض من هذا التأثير. وارتفع عدد صناديق الأسواق الناشئة التي تركز على السعودية بشكل حاد حتى بداية هذا العام، لكنه توقف عند حوالي 56% مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وفقًا لأبحاث "كوبلي فاند". وتشير البيانات إلى أن عدد الصناديق المستثمرة في سوق الأسهم السعودية انخفض بشكل طفيف بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول من هذا العام، وأن السعودية تعد ثالث أكبر موقع باستثمارات أقل من المتوسط العام، بعد تايوان والهند.

وبالتوازي مع ذلك، اضطر ولي العهد محمد بن سلمان إلى مواجهة حدود الموارد المالية الضخمة للسعودية في تمويل طموحاته. وتوقعت الحكومة عجزًا في الميزانية حتى عام 2027 على الأقل، وأعلنت أنه سيجري تأجيل بعض المشاريع. وفي الوقت ذاته، أصبح صندوق الاستثمارات العامة، الصندوق السيادي القوي الذي يرأسه ولي العهد، مكانًا أكثر صعوبة للشركات الأجنبية لسحب الأموال منه. ويركز الصندوق بشكل متزايد على المشاريع المحلية مثل مدينة "نيوم" التي تبلغ تكلفتها 1.5 تريليون دولار، مما يثير قلق مديري الأصول العالميين من أن الصندوق سيكون لديه أموال أقل للاستثمار في الخارج.

وقال زيد بلبيجي، الشريك الإداري في شركة هاردكاسل للاستشارات السياسية، إن "مبادرة الاستثمار المستقبلي صُممت دائمًا كآلية لجذب الاستثمار إلى السعودية، ولكن في الواقع كانت فرصة للمديرين التنفيذيين الأجانب للحصول على التمويل من المملكة"، مضيفًا أن "الفنادق المحجوزة بالكامل بأسعار تتراوح بين 500 إلى 1000 دولار في الليلة تشير إلى اهتمام دولي مستمر".

منظمو الحدث في الرياض واثقون، وقد سجل حوالي 7,000 شخص لحضور الفعالية هذا العام، وهو رقم أعلى من قمة العام الماضي التي عُقدت بعد أيام من اندلاع الصراع الحالي في المنطقة. وصرح عطية من مؤسسة مبادرة الاستثمار المستقبلي قائلًا: "الناس يأتون على الرغم مما يحدث في العالم. العرض يجب أن يستمر".

المساهمون