ذكرت وكالة بلومبيرغ، في تقرير لها نشر أمس، أن ارتفاع الأجور في القطاع المدني من الاقتصاد ونقص الموظفين يجعل روسيا أقرب إلى التعبئة الجديدة.
وأشارت الوكالة إلى أن رواتب المهندسين والميكانيكيين ومشغلي الآلات والكهربائيين واللحامين والسائقين والسعاة ارتفعت بنسبة 8-20% العام الماضي.
ووفقاً للوكالة، يمكن لسائقي الشاحنات أن يتوقعوا خلال الفترة القادمة راتبًا يصل إلى ثلاثة آلاف دولار شهريًا (حوالي 270 ألف روبل روسي)، أما أخصائيو إصلاح الهياكل فيمكنهم الحصول على ألفي دولار شهريًا.
وتؤكد بلومبيرغ أنه في ظل هذه الظروف، لم تعد رواتب المشارك في الحرب كبيرة مقارنة بالرواتب في سوق العمل. وأشارت إلى أن ارتفاعات الأجور جاءت بسبب المنافسة بين الشركات، والنقص الكبير في الموظفين.
وفقًا لشركة "سوبرجوب Superjob"، فإن 85% من الشركات الروسية ليس لديها عدد كاف من الموظفين، ورفض 93% منها إجراء تخفيضات، وزاد عدد الوظائف الشاغرة في عام 2023 بمقدار 1.5 مرة. ووفقاً لدراسة حديثة أجراها معهد جايدار الاقتصادي الروسي، فإن 47% من المؤسسات الصناعية تعاني من نقص في العمال، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ عام 1996.
وتشمل العوامل السلبية لسوق العمل عواقب تدفق المتخصصين المؤهلين إلى الخارج، في أعقاب التعبئة الجزئية في سبتمبر/أيلول 2022، ورحيل المهاجرين من بلدان رابطة الدول المستقلة بسبب التضخم وضعف الروبل.
وفي السياق، يقول ألكسندر إيساكوف، الخبير الاقتصادي، لوكالة بلومبيرغ إن "استراتيجية روسيا المتمثلة في جذب العمال المتعاقدين بمدفوعات ومكافآت ضخمة كانت مصممة لصراع قصير المدى. ومع اقتراب أجور السوق من المدفوعات العسكرية، سيتعين على الدولة اتخاذ قرار بإقرار المزيد من الإنفاق في الميزانية". وأضاف "بالنسبة للحرب، سيحدث انخفاض في تدفق الجنود المتعاقدين، وتعبئة جزئية جديدة".
من جهتها تقول أولغا بولياكوفا، صحافية روسية، لـ"العربي الجديد" إن "النقص المتزايد في الموظفين في البلاد هو مجرد تأكيد إضافي على أنه من غير المتوقع حدوث موجة جديدة من التعبئة لفترة طويلة جدًا".
وأضافت بولياكوفا "إذا كانت البلاد تفتقر بالفعل إلى عمال اللحام والكهربائيين وما إلى ذلك، فلماذا إرسال الباقي إلى الحرب! هل نريد لتدمير ما تبقى من الاقتصاد".
وفي خريف عام 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يسمى بالتعبئة الجزئية للحرب مع أوكرانيا. وبحسب البيانات الرسمية، تم تجنيد حوالي 300 ألف شخص. ولا يزال مرسوم التعبئة ساري المفعول.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن بوتين أنه ليست هناك حاجة لتنفيذ موجة ثانية من التعبئة. ووفقاً له، هناك 244 ألف جندي منتشرون في منطقة القتال. وأشار بوتين إلى أن تدفق المتطوعين والجنود المتعاقدين الراغبين في المشاركة في العملية العسكرية في أوكرانيا لا يتناقص. وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، لأول مرة منذ بداية العملية العسكرية، عن عدد الجنود المتعاقدين في الجيش، والذي تجاوز 640 ألف شخص.