بعد التوترات في أسواق المال والبورصات.. ماذا تكون الخطوة القادمة للمستثمرين؟

07 اغسطس 2024
أسواق العملات لم تسلم من الاضطرابات - سيول 6 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

تواجه أسواق المال أوقاتاً عصيبة، بعد أن انخفضت بشكل حاد على مدار الأيام القليلة الماضية، وبلغت ذروتها أمس الاثنين في جميع أنحاء العالم، حتى إن الذهب فقد بعض قيمته، كما تعرّضت شركات التكنولوجيا لضربة قوية. فهل انتهى الأسوأ؟ وماذا يتعين على المستثمرين أن يفعلوا الآن؟

أسواق المال وتجارة المناقلة

اعتبر دانييل ساورينز، الخبير في بوابة أسواق المال "فاينغولد ريسرش" في مقابلة مع شبكة أن تي في الإخبارية مساء أمس، أن "أسواق المال كانت منيعة حتى يوليو/تموز الماضي، وتتعرض حاليا لضربات في عدة أماكن في الوقت نفسه، حيث يتحول المستثمرون من أسواق الأوراق المالية القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى مخاوف من الركود"، مشددا على أنه يجب أن تجري معالجة ذلك في السوق وجنبا إلى جنب مع توقف تجارة المناقلة"، أي الاستدانة بالين الياباني وفي الوقت ذاته الرقص على بركان أسعار الأسهم الأميركية المرتفعة جدا. ويقوم اليابانيون من خلال تجارة المناقل باقتراض الأموال بأسعار بخسة ويستثمرونها في الخارج من أجل تحقيق عوائد أعلى.

وعما إذا كان ما حصل مجرد البداية أو أن الأسوأ قد انتهى؟ يفيد ساورينز أنه علينا أن نفرق بين المدى القصير والطويل، "فعلى المدى القصير، ونظرا للبيانات يجب أن تكون هناك حركة مضادة قوية يمكن أن تدفع مثلا مؤشرات داكس وناسداك ونيكي للارتفاع بنسبة 5%، وعلى المدى المتوسط، فإن تصحيح أسعار أسهم شركات مثل آبل وميتا وألفابيت، وحتى إنفيديا يكون أكثر قابلية للتحكم به، رغم أنه قد يكون هناك المزيد من الانخفاض في المستقبل إذا استمرت المخاوف بشأن أسعار الفائدة والذعر من الركود".

وبخصوص الكيفية التي يجب على المستثمرين حماية أنفسهم بها من الخسائر بالبيع أو التصرف وفقاً لشعار "اغمض عينيك واستمر"، أبرز ساورينز أنه يمكن الآن لأي شخص كان لديه تحوطات في محفظته أن يجمع الأرباح منها، موصيا باتباع خطة من ثلاث خطوات: "أولا تقليل الضمان، وثانيا التحول إلى النقد، وفي الخطوة الثالثة نقوم ببطء ببناء احتياطات الأسهم". ومع ذلك، يفضل الخبير القيام بذلك على مراحل، وبطريقة تجعل الفرد قادراً دائماً على التصرف لأنه لا يمكن لأي خبير أو مستثمر من القطاع الخاص التكهن بأدنى مستوى للأسعار، وسيكون ذلك مجرد حظ. وأشار إلى أنه لا ينبغي حاليا، وتحت أي ظرف من الظروف، تعليق خطط الادخار.

وفي سياق ما تقدم، اعتبر الباحث الاقتصادي أرنيه فويست، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن المخاوف من التصعيد في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تقارير نتائج الأعمال السلبية من الشركات الأميركية، مثل أمازون وآبل وإنتل، بالإضافة إلى انهيار الأسعار في اليابان، تسببت بهذه التراجعات في سوق الأسهم.

وعما يمكن أن يتعلمه المستثمرون مع التوترات التي تشهدها أسواق المال والتراجعات في أسواق الأسهم في العديد من البورصات، كما سوق العملات المشفرة التي تعرضت لضغوط بيع قوية، بيّنت تقارير اقتصادية أن ذلك قد يكون بمثابة درس للقادمين الجدد إلى أسواق المال. وعلى المدى المتوسط، يمكن اعتبارها فرصة لأخذ عملية التحوط بالاعتبار، لتحتوي محافظهم على آليات أمان، رغم أنها قد تبدو مملة وغير ضرورية في الأوقات الجيدة لسوق الأسهم.

وبمعزل عن ذلك، أشار كبير الاقتصاديين في بنك آي ان جي كارستن برزيسكي إلى أنه لا خشية من حدوث انهيارات قوية في الأسواق، متوقعا حدوث تراجعات لعدة أيام، قبل أن تعاود الأسواق استقرارها، "لأنه وببساطة لا يوجد سبب ملموس أو محفز قوي يدفعها إلى الاستمرار في التراجع".

أسباب الانخفاض في آسيا وأوروبا

وتماشيا مع ما جرى ذكره، بيّنت القناة الثانية في التلفزيون الألماني، اليوم الثلاثاء، أن من أسباب انخفاض الأسعار في آسيا، أن الارتفاع الكبير في سعر الين الياباني في الفترة الأخيرة أثر بشكل كبيرعلى أسعار أسهم الشركات هناك، وتحديداً تلك المعتمدة على التصدير، حيث يميل سعر العملة المرتفع في طوكيو إلى جعل صادرات البلاد أكثر تكلفة.

وفي سيول وتايبيه كانت أسهم التكنولوجيا المتضرر الأكبر، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك التقارير التي تفيد بأن شركة إنفيديا المنتجة للرقائق أجلت إطلاق شرائح الذكاء الاصطناعي الحديثة بسبب "عيب في التصميم". واعتبرت الشركة المذكورة مستفيدا رئيسيا من طفرة الذكاء الاصطناعي، ومؤخرا كانت القوة الدافعة وراء الارتفاع العام في سوق الأسهم، وفقاً لبعض المحللين. أما في أوروبا فيعود الإنخفاض إلى تراجع الطلب على الأوراق المالية في قطاع الذكاء الاصطناعي، وحيث لم يرق مزاج الاندفاع نحوها إلى مستوى التوقعات، كما أن الزيادات القوية في الأسعار لم يكن لها ما يبررها.

المساهمون