قبل أسابيع قليلة من بدء انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الكونغرس، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن بدء قبول طلبات الإعفاء من سداد قروض الطلبة، ما اعتبره البعض محاولة لنيل رضا الناخبين، بعد تراجع نسبة الرضا عن أدائه وحزبه إلى مستويات شديدة التدني.
وتقدم للموقع الذي فُتح للطلبة يوم الجمعة الماضي، في مرحلة تجريبية، أكثر من ثمانية ملايين طالب، قاموا بتقديم طلباتهم للحصول على الإعفاء من سداد القرض، وفقاً لما أعلنه الرئيس الأميركي في شهر أغسطس/ آب الماضي.
وقبل شهرين، قال بايدن إن أغلب من حصلوا على قروض للالتحاق بالجامعة سينالهم "بعض العفو" من سداده، موضحاً أن الإعفاء سيصل إلى 10 آلاف دولار لمن لم يحصلوا على منحة "بل جرانت"، المقدمة للفقراء من الطلبة، وإلى 20 ألف دولار لمن حصلوا عليها.
ومنذ إعلان بايدن قراره في أغسطس/ آب، تقدم عدد من أعضاء الحزب الجمهوري بطعون قانونية لإلغائه، الأمر الذي تسبب في إقبال الملايين على تقديم طلب الحصول على الإعفاء في أيام تلقي الطلبات الأولى خوفاً من إلغائه.
وفي لقاء مع قناة سي إن بي سي الإخبارية، قال مارك كانتروفيتس، خبير التعليم العالي، إن من يُقبل طلبه الآن سيتم إعفاؤه من السداد، حتى لو قضت المحاكم بوقف القرار في وقتٍ لاحق.
وتنتهي في يناير/ كانون الثاني القادم الفترة التي سمح للطلاب خلالها بتأجيل سداد ما يستحق عليهم من أقساط القروض، بسبب تداعيات ظهور وانتشار وباء كوفيد-19، الذي تسبب في تراجع مدخولات الملايين من الأميركيين لتعطلهم عن العمل.
وقالت وزارة التعليم إن الرد على طلب الإعفاء سيستغرق ستة أسابيع، أي أنه سيتم قبل استحقاق السداد مع انتهاء مهلة الوباء.
ووفقاً لنشرة ديون الطلاب، التي أعلن عنها البيت الأبيض في أغسطس/ آب الماضي، وقدرت كلفتها بأكثر من 400 مليار دولار، سيطاول الإعفاء من السداد أصحاب الدخول الإجمالية التي لا تتجاوز 125 ألف دولار للأفراد، أو 250 ألف دولار للأزواج الذين يقدمون ضرائب مشتركة.
وقوبل الإعلان عن تلك الإعفاءات، التي ينظر إليها على أنها ممولة بالكامل من أموال دافعي الضرائب، بانتقادات حادة من العديد من الجمهوريين والمستقلين. وتركز أغلب الدعاوى التي تم رفعها من المعارضين على جدلية ما إذا كان مسموحاً للسلطة التنفيذية اتخاذ قرار بالتخلي عن مثل هذا المبلغ الضخم.
وقالت الإدارة إنها تعتبر الخطة "مدفوعة بالكامل" من إيرادات عام 2022، والتي تسير باتجاه خفض العجز الأميركي بمقدار 1.7 تريليون دولار.
ودعم الديمقراطيون هذه السياسة، حيث اعتبرها أغلبهم ضرورية لإحداث تغيير كبير في مزاج الناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها الشهر القادم. أيضاً كان هناك بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الذين طالبوا بإعفاء كامل من قروض الطلاب لجميع المقترضين.
ويبلغ متوسط الدين الحالي على الطلبة في الولايات المتحدة نحو 37667 دولارًا، وفقًا لمبادرة بيانات التعليم، إلا أن المبالغ المستحقة يمكن أن تختلف حسب الدرجة التي تُدرس والموقع.