انطلق رسميا تنفيذ الربط الكهربائي العراقي - الخليجي، بحسب ما نقلته وكالة "قنا" عن وزارة الكهرباء العراقية اليوم الجمعة، علما أن المشروع يمتد من محطة الوفرة في الكويت إلى محطة الفاو جنوب العراق بسعة تصل إلى 600 ميغاواط كمرحلة أولى.
وذكرت الوزارة في بيان، أن الربط خطوة مهمة لتحقيق موثوقية واستقرارية الشبكة الكهربائية، وبداية مرحلة كبيرة لتبادل منفعة الطاقة بين الدول المرتبطة كهربائيا، مضيفة أن المشروع يعد بـ"انطلاقة واعدة لعودة العراق إلى مكانته الإقليمية وموقعه الاستراتيجي المهم، ويؤسس لباكورة انفتاح العمل الكبير مع الأشقاء العرب".
وأقيم أمس الاحتفال الخاص بمناسبة البدء في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع شبكة كهرباء العراق، في مدينة الدمام.
ويُعتبر هذا المشروع الذي يموله كل من "صندوق قطر للتنمية" و"الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية"، والمقرر الانتهاء من تنفيذه في أواخر العام 2024، الأول من نوعه الذي يجري تنفيذه خارج المنظومة الكهربائية لدول مجلس التعاون، حيث سيعمل على تلبية جزء من الطلب على الطاقة الكهربائية في جنوب العراق.
وقد شارك وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي في الاحتفال بحضور أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود والوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في دول مجلس التعاون.
الكعبي علق على أهمية مشروع الربط، مشيرا إلى الدور الذي سيلعبه في "تعميق أسس التكامل والترابط والتعاون بين دول مجلس التعاون وجمهورية العراق، وإلى تعزيز مشروع الربط الكهربائي الخليجي، الذي يمثل أحد أهم مشاريع ربط البنى التحتية التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول المجلس".
وقال: "ندرك في دولة قطر أهمية مد جسور التعاون والعمل المشترك على الصعيد العربي، ونبذل كافة الجهود الممكنة في إطار توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في دعم المشاريع الاستراتيجية الكبرى من هذا النوع، والكفيلة بتعزيز أمن الطاقة لدول المنطقة، والذي ينعكس إيجابا على استقرارها وتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتها كافة".
وكان تدشين المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي الخليجي قد تم في 14 ديسمبر/كانون الأول 2009، وقد حقق المشروع الاستراتيجي منافع فنية واقتصادية كبيرة لدول المجلس، من بينها وفورات تتراوح بين 200 و300 مليون دولار سنويا، في حين بلغت الوفورات التراكمية لدول المجلس منذ بدء التشغيل ما يقارب 3 مليارات دولار.
وسبق أن أعلن العراق في 2 يونيو/حزيران الجاري، أن الربط الكهربائي مع الأردن سيبدأ اعتبارا من يوليو/تموز المقبل، فيما أكد خبراء طاقة أردنيون أن الربط ستكون له آثاره الفنية والاقتصادية الإيجابية للشبكة الأردنية، وللنظام الكهربائي عموما، وفقا لوكالة "الأناضول".
وزارة الكهرباء العراقية قالت آنذاك، إن الربط الكهربائي مع الأردن سيبدأ اعتبارا من يوليو/تموز المقبل، ضمن جهود لحل أزمة شح الطاقة الكهربائية في العراق خلال فصل الصيف، وكمرحلة أولى بطاقة 50 ميغاواطاً. وبينت أنه "كان من المفترض أن يدخل الربط للعمل اعتبارا من مطلع يونيو/ حزيران الجاري، ولكن نتيجة بعض الظروف الجوية وبعض المتعلقات بالجانب الأردني تم تأجيله".
المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية، أحمد حياصات، قال إن الربط الكهربائي ستكون له إيجابياته الاقتصادية، من خلال استجرار طاقة رخيصة، مضيفا أنه يمكن للدول المرتبطة بهذه المشاريع أن تشتري الطاقة الكهربائية من مصادر أقل كلفة من توليدها محليا، خصوصا في أوقات الذروة واستغلال فرق توقيت أحمال الذروة بين الشبكات.
ووضع الأردن والعراق في أكتوبر/تشرين الأول 2022، حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي الأردني – العراقي، على مقربة من الحدود بين البلدين داخل الأراضي العراقية، بهدف تزويد الجانب العراقي بقدرة تصل إلى 150 ميغاواطاً خلال المرحلة الأولى من المشروع.
وزارة الكهرباء العراقية أوضحت أن "الربط مع الأردن كان يستلزم إنشاء خط ريشة قائم رطبة، يمر جزء منه عبر الأراضي العراقية والجزء الآخر عبر الأراضي الأردنية". وكان من المفترض أن يدخل للعمل في 1 يونيو، لكن نتيجة بعض الظروف الجوية ونتيجة صعوبة التربة وبعض المتعلقات بالجانب الأردني تم تأجيله إلى 1 يوليو".