بدأت أزمة البنزين الخانقة في ولايات الساحل الشرقي الأميركي في الانحسار بصورة تدريجية اليوم السبت بعد إعلان أكبر شبكة لخطوط أنابيب الوقود في البلاد أنها عادت لضخ "ملايين الغالونات في الساعة" عقب هجوم إلكتروني تعرضت له في الأسبوع الماضي.
وانتشرت سفن وشاحنات وقود لملء الصهاريج الفارغة.
وقالت شركة "كولونيال بايبلاين" اليوم السبت: "أعدنا نظام التشغيل إلى الوضع الطبيعي ونضخ ملايين الغالونات في الساعة إلى الأسواق التي نخدمها".
وكانت الشركة قد بدأت العودة إلى التشغيل التدريجي يوم الأربعاء.
وكان تعطل شركة "كولونيال بايبلاين" الذي استمر ستة أيام الأكبر من نوعه على الإطلاق.
واستمرت عمليات شراء الوقود مدفوعة بالذعر من نقص الإمدادات على مدى يومين بعد استئناف الشركة عملياتها مما تسبب في خلو محطات الوقود في أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة حتى في مناطق بعيدة عن خط الأنابيب.
نقص البنزين
وشهدت العاصمة الأميركية واشنطن نقصا شديدا في البنزين أمس الجمعة، رغم بدء استئناف نقل الوقود يوم الأربعاء الماضي.
واصطف سائقو سيارات مذعورين من فلوريدا إلى ماريلاند في محطات الوقود في محاولة لملء خزاناتهم وأوعية جاؤوا بها، وأدى ارتفاع الطلب إلى تجاوز متوسط السعر الوطني ثلاثة دولارات للغالون لأول مرة منذ أواخر عام 2014 على الرغم من جهود الحكومة لتخفيف أزمة الإمداد.
وذكرت شركة تتبع الوقود "غاز بادي" إن نفاد الوقود بالمحطات في واشنطن وصل إلى 87% مقابل 79% أول من أمس الخميس.
ونفد الوقود في أكثر من نصف محطات فيرجينيا بعد أن فرغت خزاناتها نتيجة تدفق الزبائن، وفقا لبيانات صدرت الخميس عن موقع "غاز بادي" المتخصص.
كما واجهت جورجيا وكارولاينا الجنوبية مستوى نقص مماثلا، في حين بلغت النسبة 68 بالمائة من المحطات في كارولاينا الشمالية. ونفدت المحروقات في نحو ثلث محطات فلوريدا وميريلاند وتينيسي.
وأعلنت شبكة خطوط أنابيب البنزين الأميركية الرئيسية إعادة تشغيل كامل نظامها واستئناف تسليم منتجاتها أول من أمس الخميس، بعدما توقّف عملها بسبب هجوم إلكتروني ترجّح واشنطن أنّ مصدره روسيا.
وأشاد الرئيس جو بايدن بـ"الخبر السار"، داعيا الأميركيين إلى التزام الهدوء مع عودة الإمدادات لوضعها العادي خلال الأيام القليلة المقبلة. وأعلنت "كولونيال بايبلاين" في وقت متأخر الخميس أن النظام بأكمله عاد للعمل بعد أن بدأ إعادة تشغيل شبكته في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
لكنها أشارت مرة أخرى إلى أن الأمر سيستغرق أياما عدة حتى تعود سلسلة توصيل المنتجات إلى وضعها الطبيعي وأن بعض المناطق "قد تواجه، أو تستمر في التعرض لانقطاعات متقطعة للخدمة".
من جهته، قال باتريك دي هان المحلل في موقع "غاز بادي" على تويتر: "الآن تهدأ الأمور مع بعض التحسن. سيستغرق ذلك أسبوعين/بضعة أسابيع"، لكنه حذر من أن "التحسّن قد يكون بطيئا".
نبّه دي هان أيضا من أن الأسعار قد تظل مرتفعة لبعض الوقت، خاصة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع في "يوم الذكرى"، البداية التقليدية لموسم السفر الصيفي للأميركيين.
فدية للقراصنة
أغلقت الشركة شبكتها بعد مهاجمة أنظمتها الإلكترونية مساء الجمعة قبل الماضية، وطلب القراصنة فدية.
ووفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ، دفعت الشركة 5 ملايين دولار فدية للقراصنة، وهو ما يتناقض مع تقرير لصحيفة واشنطن بوست جاء فيه أن الشركة لن تدفع مقابل إنهاء قرصنة أنظمتها.
يأتي الهجوم على شبكة "كولونيال بايبلاين" في أعقاب اختراقين واسعين آخرين، الأول هو "سولار ويندز" الذي أضر بالآلاف من شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأميركية والقطاع الخاص والذي نُسب رسميا إلى روسيا، واختراق آخر استهدف خوادم البريد الإلكتروني لشركة "مايكروسوفت" ومن المحتمل أنه سبب آثارا مدمرة.
وتشغّل الشركة أكبر نظام خطوط وقود في الولايات المتحدة، ينقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكان عبر 5500 ميل (8850 كيلومترا) من القنوات التي تخدم 50 مليون مستهلك.
(رويترز، العربي الجديد)