واصل جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي تأكيده على استمرار معركة البنك مع التضخم العنيد، الذي سيطر على البلاد على مدار العامين الأخيرين، مرجحاً القيام بالمزيد من رفع أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، ومشيراً إلى أن الطريق لاستعادة استقرار الأسعار "لا يزال طويلاً".
وفي شهادته نصف السنوية، أمام لجنة متخصصة من أعضاء الكونغرس الأميركي، وبعد أسبوع واحد من قرار مسؤولي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بتثبيت أسعار الفائدة للمرة الأولى في 11 اجتماعاً، أشار رئيس البنك المركزي الأميركي إلى أن "خطوة التثبيت" كانت على الأرجح مجرد "وقفة قصيرة للاستراحة"، لا إشارة إلى أن البنك الفيدرالي قد انتهى من رفع الأسعار.
وقال باول، في تصريحات معدة مسبقاً "يتوقع جميع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تقريبًا أنه سيكون من المناسب رفع أسعار الفائدة بعض الشيء بحلول نهاية العام".
ورفع البنك المركزي الأكبر في العالم معدلات الفائدة على أمواله في 10 اجتماعات متتالية، اعتباراً من مارس/آذار من العام الماضي، فيما اعتبر أقوى سياسة تقييد في أكثر من أربعة عقود، قبل أن يعلن عن تثبيتها الأربعاء الماضي عند نطاق 5% - 5.25%، هو الأعلى منذ عام 2007.
وفي المؤتمر الصحافي، الذي حضره بعد الإعلان عن القرار، ألمح باول إلى إمكانية رفع الفائدة مرتين قبل نهاية العام، بإجمالي رفع نصف نقطة مئوية.
ورغم اعترافه بتراجع التضخم في بلاده، أكد باول أن الطريق ما زال طويلاً للعودة به إلى مستواه المستهدف عند 2%.
وقال: "التضخم تراجع إلى حد ما منذ منتصف العام الماضي، ومع ذلك، تستمر ضغوط التضخم في الارتفاع، وعملية خفض التضخم مرة أخرى إلى 2% لا يزال أمامها طريق طويل".
واستبقت أسواق الأسهم حديث باول أمام الكونغرس، حيث تراجعت بصورة واضحة قبل أن يبدأ كلامه، وواصلت التراجع خلال الدقائق الأولى لشهادته، قبل أن تعوض جزءاً كبيراً من خسارتها مع تأكيده على ثقته في السيطرة على التضخم، وإشارته بقوة إلى موقف البنوك الإقليمية في بلاده.
وتراجعت شركات التكنولوجيا الكبرى، بما فيها إنفيديا وألفابيت (غوغل) ونتفليكس، بأكثر من 2%، كما خسرت تسلا أكثر من 5%، إلا أن مؤشري إس أند بي 500 وناسداك نجحا في تقليص خسائرهما إلى أقل من نصف النقطة المئوية، بينما كان مؤشر داو جونز الصناعي في المنطقة الخضراء، قبل نهاية تعاملات اليوم بنحو ساعة.
لكن توقعات رفع الفائدة، التي لم تصدقها أسواق الأسهم الأميركية منذ إطلاقها الأربعاء الماضي، والتي أعاد التذكير بها باول في حديثه أمام الكونغرس اليوم، قابلت آذانا صماء للمضاربين على ارتفاع أسعار النفط، حيث ارتفع الخام بأكثر من 1.50% عند تسوية المعاملات الآجلة يوم الأربعاء، ما عوض كل خسائر اليوم السابق، التي سببها ضعف مقدار خفض الفائدة في الصين، ثاني أكبر اقتصاد، والمستورد الأكبر للنفط، في العالم.
وارتفعت عقود خام غرب تكساس الأميركي الآجلة بنسبة 1.88%، مسجلة 72.53 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع سعر خام برنت بنسبة 1.59%، مسجلاً 77.11 دولاراً للبرميل، قبل موعد التسوية بدقائق.