وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الارتفاع الأخير في عائدات السندات الحكومية طويلة الأجل، جنبا إلى جنب مع ضعف النمو في الخارج، يمكن أن يساعد في إحداث التباطؤ الاقتصادي الأميركي الذي حاول مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي إدارته من خلال رفع أسعار الفائدة بقوة على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، مضيفة أن ذلك قد يساعد في الحفاظ على انخفاض التضخم.
كما أوضحت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند أنها تقوم بتقييم ما إذا كانت عوائد السندات المرتفعة ستعوض الإنفاق الاستهلاكي القوي، لافتة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، "لكن ليس من الضروري أن يكون ذلك في سبتمبر".
وتعتقد ميستر أنه بعد زيادة أخرى هذا الخريف، من المرجح أن يتمكن مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي من الحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة خلال العام المقبل، وهذا من شأنه أن يقيد النشاط الاقتصادي.
وتراجع التضخم في الولايات المتحدة من أعلى مستوى له منذ 40 عاما عند 9.1 بالمائة في يونيو 2022. وارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 3.2 بالمائة في الأشهر الاثني عشر حتى يوليو من هذا العام. وارتفعت الأسعار الأساسية، التي تستثني فئات الغذاء والطاقة المتقلبة بنسبة 0.2 بالمائة فقط على أساس شهري في يونيو ويوليو، ما أدى إلى استمرار التباطؤ واسع النطاق في ضغوط الأسعار.
وقال جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الجمعة الماضي، إن البنك المركزي يمكن أن "يتقدم بحذر"، وهو ما يعني أن المسؤولين سيبقون أسعار الفائدة ثابتة خلال الشهر المقبل ويقررون ما إذا كانوا سيرفعونها مرة أخرى في اجتماعاتهم في نوفمبر/ تشرين الثاني أو ديسمبر/ كانون الأول.
من جانبها، ذكرت صحيفة " فايننشال تايمز" البريطانية أن معدل التضخم في منطقة اليورو انخفض إلى النصف من ذروة العام الماضي البالغة 10.6 في المائة، ومن المتوقع أن ينخفض أكثر عندما تنشر بيانات أغسطس يوم الخميس المقبل.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سوف يتباطأ بالقدر الكافي لإقناع البنك المركزي الأوروبي بالتوقف عن رفع أسعار الفائدة.
ونقلت الصحيفة عن أنجيل تالافيرا، رئيس قسم الاقتصاد الأوروبي في شركة أكسفورد إيكونوميكس الاستشارية، قوله إن قرار البنك المركزي الأوروبي "لا يزال يبدو بمثابة قرعة رمي عملة معدنية"، في حين توقع "انخفاضا طفيفا" في التضخم سيكون كافيا للبنك المركزي لإيقاف دورة رفع أسعار الفائدة مؤقتا.
لكنه حذر قائلاً: "إذا فشل الرقم السنوي في الانخفاض، فقد يكون هذا كافيا لصقور البنك المركزي الأوروبي لتكون لهم اليد العليا والمضي قدما في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في سبتمبر".
وذكرت الصحيفة أنه من الممكن أن يؤدي انتعاش السياحة الأوروبية هذا الصيف إلى إبقاء تضخم الخدمات مرتفعا، وهذا من شأنه أن يعقد الأمور بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، الذي قال إن التضخم الأساسي، الذي تعتبر الخدمات محركا كبيرا له، يحتاج إلى الانخفاض بشكل مستدام قبل أن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة.
(قنا، العربي الجديد)