اهتمام روسي باستمرار التجارة مع سورية.. وتجار الحبوب يرحبون بطلبيات

15 ديسمبر 2024
روسيا لعبت دوراً محورياً في إمدادات القمح إلى سورية، الرقة 22 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد رئيس اتحاد مصدري الحبوب في روسيا التزام بلاده بتلبية العقود مع سورية، مع معالجة مسائل الدفع والديون بشكل عملي، مشيرًا إلى دور روسيا المحوري في إمدادات القمح.
- أشار مدير شركة استيراد وتصدير روسية إلى أهمية روسيا كشريك استراتيجي لسورية في تأمين الأمن الغذائي، مع التأكيد على معالجة القضايا لضمان استقرار الشراكة التجارية.
- توقفت إمدادات القمح الروسية إلى سورية بسبب الغموض السياسي ومشكلات الدفع، مع احتمالية إعادة توجيه الشحنات إلى مشترٍ آخر.

أكد رئيس اتحاد مصدري ومنتجي الحبوب في روسيا إدوارد زيرنين أن المصدرين الروس لا يعتزمون تقليص التزاماتهم تجاه العقود المبرمة مع سورية بشكل أحادي. وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، مساء السبت، أن الاتحاد منفتح على استقبال عروض جديدة للتوريد. 

وأوضح زيرنين أن مسألة الدفع وتسوية أي ديون محتملة عن المنتجات الموردة ستُعاَلج بشكل عملي. ورغم أن سورية ليست من أكبر مستهلكي القمح الروسي، إلا أن روسيا لعبت دورًا محوريًا في إمدادات القمح إلى البلاد، حيث أصبحت المورد الرئيسي. وأضاف زيرنين أن القمح يعد عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي لشعوب منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سورية. وأعرب عن أمله في أن تتحسن الأوضاع خلال أربعة إلى ستة أسابيع. 

اهتمام روسي باستمرار العلاقات التجارية مع سورية

من جهته، قال أناتولي ياخونتوف، مدير شركة استيراد وتصدير في روسيا، إن "روسيا شريك استراتيجي مهم لسورية، حيث تساهم إمدادات القمح الروسية في تأمين الأمن الغذائي في البلاد". وأكد في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه "على الرغم من التحديات الحالية، فإن روسيا ملتزمة بتلبية احتياجات السوق السورية وتقديم الدعم اللازم"، مشيرًا إلى أن "تصريحات رئيس اتحاد مصدري الحبوب تعكس رغبة روسيا في الحفاظ على علاقاتها التجارية مع سورية، ما يدل على استقرار طويل الأمد في هذه الشراكة". 

وأضاف ياخونتوف أنه "يظل هناك قلق كبير بشأن الوضع الحالي، حيث تؤثر حالة الغموض السياسي في سورية على قرارات المصدرين الروس"، ملافتًا إلى أنه "إذا استمر الوضع بالشكل الحالي، فقد تجد روسيا نفسها في موقف صعب يتطلب إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه السوق السورية": وتابع: "إننا على أمل في تحسن الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة لتعزيز الثقة واستئناف الإمدادات بشكل سلس"، داعيًا إلى " معالجة القضايا الحالية لضمان استقرار الشراكة". 

وقالت مصادر روسية وسورية، أول من أمس الجمعة، لوكالة رويترز، إن إمدادات القمح الروسية إلى سورية قد عُلّقت بسبب الغموض المحيط بالحكومة الجديدة هناك ومشكلات تتعلق بالدفع. ووفقاً للوكالة نفسها، فقد أظهرت بيانات الشحن أن سفينتين محملتين بالقمح الروسي لم تصلا إلى وجهتهما في سورية. وقد اعتادت سورية على استيراد الغذاء من روسيا خلال فترة حكم الأسد، ولا يزال شكل العلاقات بين دمشق وموسكو غير واضح في ظل الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.  

وتشير بيانات الشحن إلى أن السفينة "ميخائيل نيناشيف" راسية قبالة الساحل السوري، بينما تتجه السفينة "ألفا هيرميس" نحو ميناء الإسكندرية المصري بعد أن بقيت قبالة الساحل السوري عدة أيام. وكانت المؤسسة العامة لتجارة وتخزين الحبوب (السورية للحبوب) قد أجرت مناقصات لشراء القمح، لكنها اعتمدت بشكل متزايد على شبكة من الوسطاء الدوليين للحصول على الإمدادات الروسية رغم العقوبات المفروضة.  

وأفاد مصدر سوري رويترز بأن الشحنات تأجلت بسبب عدم اليقين بشأن المدفوعات، وأن روسيا والحكومة المؤقتة على اتصال بشأن توريد القمح. وأكد مصدر آخر في القطاع الروسي أن 60 ألف طن من القمح المحملة على السفينتين قد تُباع لمشترٍ آخر نظراً إلى عدم سداد الجانب السوري المدفوعات مقابل القمح الذي تم تسليمه. 

وفي وقت سابق، توقع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف أن "تتراوح صادرات الحبوب الروسية للموسم الزراعي 2024 - 2025 بين 55 مليون طن و60 مليوناً، مدعومة بإنتاج يقدر بـ130 مليون طن، بما في ذلك 83 مليون طن من القمح". وأشار إلى أنه "في الموسم الزراعي السابق، سجلت روسيا صادرات حبوب قياسية بلغت 72 مليون طن، منها 54.1 مليون طن من القمح، ما يعكس مكانتها الرائدة في السوق العالمية" بحسب تعبيره.

المساهمون