خلصت ثلاثة تقييمات إلى أن صادرات النفط الإيرانية، التي كانت في اتجاه صعودي تزامنا مع إحراز تقدم في المحادثات الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي، انخفضت منذ بداية مايو/أيار، ما يعكس تراجع الطلب من الصين.
ترتفع صادرات النفط الإيرانية منذ أواخر 2020 رغم تشديد العقوبات الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وتولت إدارة جو بايدن السلطة في يناير/ كانون الثاني، متعهدة بمعاودة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية الذي انسحب منه ترامب.
وقال مصدر تجاري، في 14 مايو، إن بترو لوجستكس، التي تتتبع تدفقات النفط، أبلغت عملاءها بأن صادرات الخام الإيرانية انخفضت لبعض الوقت إلى الصفر في مايو، من حوالي 703 آلاف برميل يوميا في إبريل/نيسان، عازية ذلك إلى تباطؤ تسليمات مصافي التكرير الصينية المستقلة.
وقالت بترو لوجستكس، ومقرها جنيف، لوكالة "رويترز"، أمس الثلاثاء، إن الرقم يجري تحديثه مع ظهور مزيد من المعلومات.
وقال رئيسها التنفيذي دانيال جيربر "رصد محللونا تباطؤا ملحوظا للصادرات في أوائل مايو، وهو ما تزامن مع زيادة في التخزين العائم في الشرق".
كانت الصين تتلقى المزيد من الخام الإيراني خلال الشهور القليلة الماضية. ولم يعلق متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على تباطؤ المشتريات الصينية من النفط الإيراني في مايو، لكنه قال إن مثل هذا التبادل التجاري الثنائي للطاقة أمر عادي.
وقال "تجري الصين وإيران تعاونا اقتصاديا وتجاريا عاديا، يشمل الطاقة، في إطار القانون الدولي، والتعاون في هذا الصدد منطقي ومشروع".
وقال تاجر يتعامل بانتظام مع شركات تكرير صينية مستقلة إن الوقت الحالي يشهد تراجعا في الطلب.
وأضاف "حصص الاستيراد تنفد... وهناك مخزونات وفيرة في خزانات تشينغداو (بمقاطعة شاندونغ)".
نطاق واسع
لا يوجد رقم محدد للصادرات الإيرانية، وعادة ما تراوح التقديرات ضمن نطاق واسع. ولا تكشف إيران بوجه عام عن أرقام، وتقول إن الوثائق يجري التلاعب بها لإخفاء منشأ شحناتها والالتفاف على العقوبات.
ورصد آخرون يتتبعون الصادرات أيضا تراجعها في مايو/ أيار، لكن بقدر أقل وضوحا.
وقالت سارة فاخشوري، المستشارة لدى "إس.في.بي إنترناشونال"، إن "الصادرات تراجعت إلى أقل من 600 ألف برميل يومياً منذ الأول من مايو وحتى الآن".
وأضافت أن "الصادرات قد تشهد في مايو قفزة في الأيام المقبلة" إذا تم إحياء الاتفاق النووي. وأفادت تقديرات "إس.في.بي" بأن صادرات إبريل/ نيسان بلغت 750 ألف برميل يومياً.
وهبطت أسعار النفط هذا الأسبوع بفعل تكهن بأن الاتفاق ربما يكون قريبا. والمحادثات جارية في فيينا بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي منذ إبريل/ نيسان.
وقال مصدر في شركة ثالثة تتابع الشحنات الإيرانية إن صادرات الخام في مايو أقل مقارنة بالشهور القليلة الماضية، بسبب تباطؤ الطلب الصيني. وتابع "ربما لا تشتري شركات التكرير الصينية المستقلة".
ومن شأن رفع العقوبات الأميركية نظريا أن يسمح لإيران بزيادة صادرات الخام من جديد إلى 2.5 مليون برميل يوميا، وهو معدل شهدته لآخر مرة في 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي.
(رويترز)