في خطوة من شأنها أن تنهي أزمة تجارية بين مصر والمغرب، قررت السلطات المصرية إعفاء سيارات "رينو" الفرنسية المُصنعة في المغرب من الرسوم الجمركية عند دخولها إلى الأسواق المصرية، وفقاً لاتفاقية أغادير الموقعة بين البلدين قبل نحو 18 عاماً.
وأثير موضوع استيراد مصر السيارات من مصنع "رينو" في مدينة طنجة شماليّ المغرب، في المباحثات التي أجريت في الصيف الماضي بين وزير الصناعة والتجارة المغربي السابق مولاي الحفيظ العلمي ووزيرة الصناعة والتجارة المصرية نيفين جامع.
ولوّح الوزير المغربي آنذاك بمعاملة الصادرات المصرية بالمثل، بعدما اعتبر أن السلطات المصرية تمارس تضييقاً على صادرات السيارات من مصنع طنجة، رغم استيفائها للشروط التي تنص عليها اتفاقية أغادير.
في المقابل، اقترحت وزيرة الصناعة والتجارة المصرية، تشكيل لجنة من أجل تناول المشاكل التي تعترض التبادل التجاري بين البلدين.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية ووسائل إعلام مصرية أخيراً، عن مسؤولين حكوميين مصريين قولهم إنه تم الاتفاق مع الحكومة المغربية على إعفاء سيارات رينو المُصنعة في المغرب من الرسوم الجمركية عند دخولها إلى الأسواق المصرية، وفقاً لاتفاقية أغادير.
وتخضع المبادلات التجارية بين البلدين لاتفاقية أغادير الموقعة في الرباط، بين المغرب وتونس ومصر والأردن، في 25 فبراير/ شباط 2004، التي دخلت حيّز التطبيق في الربع الأول من 2007.
وتنص الاتفاقية على الإعفاء الجمركي لصادرات وواردات دول الاتفاقية من السيارات والمركبات، بشرط ألا تقل نسبة المُكون المحلّي عن 40%.
كانت اتفاقية أغادير تستهدف إقامة منطقة تجارة حرة عربية بين الدول المشاركة في الاتفاقية، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
تبلغ الطاقة الإنتاجية للسيارات في المغرب 500 ألف سيارة في مصنعي "رينو" في طنجة والدار البيضاء، بينما تتجه "بيجو" الفرنسية نحو مضاعفة إنتاجها بالقنيطرة من 100 ألف إلى 200 ألف سيارة هذا العام.
وقال مسؤول مغربي لـ"العربي الجديد" إن مصر بررت منع صادرات "رينو" من المغرب، بـ"عدم احترام" تلك السلعة اشتراطات نسبة المكون المحلي، بينما 60% من مكونات السيارات المصنعة في طنجة مصدرها مصنّعون مغاربة، ما يجعلها متوافقة مع قواعد اتفاقية أغادير، كذلك فإنها تراعي مقتضيات الجودة المطلوبة.
ودفع الموقف المصري، المغرب إلى اتخاذ تدابير في مواجهة الصادرات المصرية، حيث امتنع عن منح ترخيص استيراد لسلع آتية من مصر، مشيراً إلى أنه فحص عيّنات من تلك السلع، وتبين أن مصدرها الصين.
وبلغت صادرات المغرب من السيارات خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2021 نحو 317 ألف سيارة من تصنيع رينو وبيجو، حيث زات بنسبة 12.8%، مقارنة بعام 2020، الذي انخفضت فيه الصادرات بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا التي اقتضت إغلاق الحدود.
ووصلت عائدات قطاع السيارات إلى حوالى 8 مليارات دولار العام الماضي، بزيادة تقترب من 13% عن الفترة المماثلة من 2020، وفق بيانات صادرة عن مكتب الصرف نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.