انتعشت أسعار المعادن المستخدمة في صنع الطائرات والأسلاك الكهربائية إلى أعلى مستوياتها مدعومة بإعادة فتح الصين للاقتصاد وانخفاض الإمدادات العالمية.
وحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" مساء الأحد، حققت سلة المعادن الصناعية المتداولة في لندن أفضل أسعارها في شهر يناير/كانون الثاني منذ أكثر من عقد.
وسجلت العقود الآجلة للنحاس في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي أفضل شهر لها منذ عام 2003. إذ ارتفعت أسعار الألمنيوم في لندن بنسبة 10% حتى الآن هذا العام، وارتفعت أسعار الزنك بنسبة 2.4% والقصدير بنسبة 11%.
وحسب التقرير، فإن إعادة فتح الاقتصاد الصيني بعجلة أسرع من المتوقع كانت وراء ارتفاع أسعار المعادن، حيث أدى الإغلاق الوبائي إلى خفض الطلب من أكبر مستهلك للسلع في العالم.
كما تمكنت أوروبا من تجاوز أزمة الطاقة في فصل الشتاء الجاري التي كانت ستؤدي إلى متاعب اقتصادية، مما رفع الطلب من المصنعين والمستهلكين على المعادن.
وفي الولايات المتحدة أدت علامات المرونة الاقتصادية غير المتوقعة إلى زيادة توقعات الطلب القوي. ويتوقع العديد من المحللين ومديري المحافظ نمواً مستمراً في استخدام المعادن مثل النحاس والليثيوم والزنك خلال العام الجاري. وذلك لأنها ضرورية لصنع توربينات الرياح والألواح الشمسية والبطاريات اللازمة للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري. ومع ذلك، يتوقع الكثيرون أيضًا تأخر العرض عن الطلب لأن شركات التعدين لا تزيد الإنتاج بشكل كبير.
على صعيد العرض يقول مدير المحفظة الرئيسي لصندوق "بي أن واي ميلون" في نيويورك، آل تشو، "الاستخدام يتزايد للمعادن بينما المخزونات منها منخفضة جدا". وأضاف أن الأسواق الآن تعترف بعودة الاقتصاد الصيني للنمو.
وتجاوزت أسعار أسهم منتجي المعادن المكاسب التي حققتها العام الماضي بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لقطاع المعادن البالغة 6.5%. حيث ارتفع سهم شركة التعدين "فري بورت" بنسبة 11% والكوا بنسبة 7.1% و"سوزرن كوبر كورب" بنسبة 22.0%.
ومن المتوقع أن يظل الإنفاق على المشاريع الجديدة في مجال التعدين من قبل شركات التعدين العشر الكبرى ضخمة هذا العام والعام المقبل وفقاً للأرقام التي جمعها مصرف "بانك أوف أميركا".