أعلنت شركة النفط اليمنية الحكومية في عدن عن رفع أسعار وقود السيارات مجددا في محافظات جنوب اليمن وشرقه بنحو 8.8 في المئة، تماشيا مع الارتفاع الحاد في أسعار الوقود العالمية بفعل تأثيرات أزمة أوكرانيا وهبوط العملة المحلية.
وقال مسؤول رفيع في الشركة لوكالة "رويترز" إنه بموجب القرار الذي بدأ سريانه اليوم الأربعاء، ارتفع سعر غالون البنزين سعة 20 لترا إلى 22200 ريال (18 دولارا)، أي بواقع 1110 ريالات للتر الواحد، من 20400 ريال، بزيادة 1800 ريال للغالون.
وبرر المسؤول قرار الشركة رفع سعر البنزين للمرة الثالثة خلال أقل من شهر بعدم تمكنها "تحمل مزيد من الخسائر في عملية البيع، إضافة إلى ضرورة مواكبتها لاستراتيجية تسعير مرنة ترتبط بأسعار الوقود عالميا التي ارتفعت بشكل كبير بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وأسعار صرف العملة المحلية مقابل الدولار صعودا وهبوطا".
وتشتري شركة النفط الحكومية الوقود بمختلف أنواعه من التجار والمستوردين ثم تبيعه للمحطات الخاصة في عدن ومحافظات أبين ولحج والضالع والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
واليمن منتج صغير للنفط، وتراجع إنتاجه حاليا إلى 60 ألف برميل يوميا بعد أن كان قبل الحرب ما بين 150 و200 ألف برميل يوميا، في حين كان يزيد على 450 ألفا عام 2007، وفقا للبيانات الرسمية.
وأكد المسؤول استمرار الشركة في متابعة متغيرات الأسعار في أسواق الطاقة العالمية، مشيرا إلى أنه في حال تحسن الأسعار العالمية سينعكس ذلك على الأسعار المحلية.
وهذه رابع زيادة تقررها شركة النفط الحكومية في أسعار وقود السيارات منذ بداية العام الحالي، والثالثة خلال أقل من شهر واحد، بعد قرارها في 28 فبراير/ شباط رفع السعر إلى 20400 من 19800 ريال.
كانت الشركة قد أقرت في 23 ديسمبر/ كانون الأول، ولأول مرة منذ سنوات، خفض سعر غالون البنزين سعة 20 لترا إلى 13200 ريال من 18600 ريال وقتها، وذلك عندما انخفضت الأسعار عالميا وارتفعت قيمة الريال اليمني.
ويأتي ارتفاع أسعار البنزين بعد يومين من انفراج أزمة وقود حادة شهدتها مدينة عدن على مدى أيام بسبب إضراب عمال مصفاة عدن وتوقف ضخ النفط إلى منشآت شركة النفط.
وقال إبراهيم المسعودي، المقيم في عدن، إن "الناس هنا تعبت من الأزمات المتعاقبة المستمرة منذ سنوات. كل ما ننتهي من أزمة كهرباء أو انقطاع المياه تأتي إلينا أزمة وقود تارة، وتارة أخرى رفع أسعارها لمستويات قياسية".
وأضاف أن "الوضع صعب لا يطاق، ونحن على أبواب شهر الرحمة والمغفرة"، مشيرا إلى اقتراب حلول شهر رمضان.
(الدولار = 1230 ريالا يمنيا تقريبا)
(رويترز)