08 أكتوبر 2020
+ الخط -

باتت أسراب الجراد الصحراوي مصدر تهديد حقيقي للأمن الغذائي في اليمن على امتداد أشهر السنة، فبعد انحسار نسبي في مناطق التكاثر الصيفي، بدأت مجاميع حوريات الجراد بالانتقال والتكون في مناطق التكاثر الشتوية وخصوصا بالسهل التهامي، غرب اليمن.  

وإضافة إلى تدهور القدرات الحكومية في مكافحة الآفة جراء استمرار الصراع المتصاعد منذ 6 سنوات، وفّرت الأمطار الغزيرة التي هطلت باليمن خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ظروفا مواتية لتكاثر الجراد الصحراوي في عدد من المحافظات الزراعية، وهو ما جعلها تهدد الأمن الغذائي بشكل غير مسبوق.

ووفقا لتقارير أممية، فقد أتاحت الظروف البيئية الملائمة هذا العام وتوفر الغطاء النباتي جراء موسم الأمطار، تكّون مجموعات من حوريات الجراد الصغيرة وأسراب الجراد البالغ في مناطق في محافظات مأرب والجوف وأبين وشبوة وهضبة حضرموت والمهرة وحجة والحديدة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن أسراب الجراد الصحراوي التي اجتاحت أيضا محافظات حضرموت ومأرب والجوف والمهرة، أتلفت محاصيل الحبوب والأعلاف والخضروات وأشجار الفواكة.

ويبدو أن التهديد القادم سيطاول هذه المرة مناطق التكاثر الشتوي في السهل التهامي بمحافظة الحديدة، والتي تعرف بأنها "سلّة غذاء اليمن"، نظرا لزراعتها أغلب المحاصيل و الفواكه.

ووفقا لمركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي بوزارة الزراعة بصنعاء، فإن مخاطر الجراد تزداد حتى نهاية الموسم الشتوي الجاري، نتيجة انتشار ما تسمى بـ" حوريات الدباء" بالسهل التهامي.

وأشار المركز في بيان صحافي، الخميس، إلى أن موجة الجراد في مناطق السهل التهامي، سيترتب عليها خسائر اقتصادية بالمحاصيل الزراعية والنباتات الخضراء ومراعي الثروة الحيوانية والنحلية.

وقال سكان في مديرية الزهرة بالحديدة لـ"العربي الجديد"، إن التدخلات التي تقوم بها منظمة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، في أعمال الرش ومكافحة الجراد، مازالت محدودة، كونها تستهدف المناطق الأكثر إصابة وتترك الحوريات تتكون في مزارع أخرى حتى تقضي على المحاصيل.

وخلافا للحروب والفيضانات، تحول الجراد إلى سبب جديد وراء تهجير المزارعين وخصوصا مربي النحل بالمناطق الزراعية، ووفقا لسكان، فإن القيام بأعمال رش في السهول التي تنتشر فيها خلايا النحل، يهدد بموت الآلاف منها وتوقف مصادر دخلهم.

ودعا مركز مكافحة الجراد في وزارة الزراعة، النحالين لنقل الخلايا إلى مناطق آمنة، لافتا إلى تقلص أعمال الرش والمكافحة في المناطق التي ما تزال خلايا النحل متواجدة فيها.

وحسب المركز، فإن تقلص أعمال الرش، سيفاقم المشكلة، وسيمنح الجراد فرصة لتشكيل أسراب كبيرة تنتشر على نطاق واسع يصعب السيطرة عليه، ما يزيد التهديدات على المحاصيل الزراعية والثروة النحلية ويكبد الاقتصاد اليمني خسائر كبيرة.

ومنذ مطلع العام الجاري، قامت فرق منظمة الفاو الأممية، بعمليات مكافحة في أكثر من 35,000 هكتار، وسط تحذيرات من احتمالية تكون أسراب جراد ضخمة يمكن أن تهدد بقاء ومصدر رزق شرائح كبيرة من سكان الأرياف.

وقالت الفاو في تقرير حديث، إنها كثفت من استجابتها للجراد الصحراوي لكبح انتشار الآفة ومنع خسائر الإنتاج وحماية سبل العيش، وذلك يتفعيل إجراءات التتبع والإرسال السريع للموظفين وتوسيع نطاق البرامج. بالإضافة إلى حشد مليون دولار أميركي من مواردها الخاصة لتكثيف عمليات المكافحة في اليمن.

المساهمون