شهدت عدة مناطق في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، احتجاجات على ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
ورفع المتظاهرون كيس طحين (دقيق) على نعش، ولافتات مدون عليها "الحكومة والتحالف والبرلمان مسؤولون عن تجويع الشعب"، و"نار الأسعار تحرق كل بيت".
واتهم مجلس تنسيق النقابات والمجتمع المدني في تعز، في بيان له، الحكومة، بالفشل في تقديم "أي معالجات حقيقية لانهيار العملة الوطنية الذي اكتوى بناره جميع المواطنين"، موضحا أن "الحكومة لم تصرف بدل غلاء معيشة للموظفين لمواكبة التصاعد المستمر في أسعار السلع الضرورية لما يحقق الحد الأدنى للعيش".
ودعا البيان، الرئاسة والحكومة، إلى "التدخل السريع لإنهاء مأساة المواطنين، ووضع حد لانهيار قيمة الريال اليمني، وتفعيل البنك المركزي، والالتفات إلى الصادرات والموارد الوطنية". ولم تصدر الحكومة اليمنية تعليقا على الاحتجاجات، غير أنها تؤكد مرارا حرصها على وضع حلول لتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
ويشهد الريال اليمني تراجعا قياسيا، حيث اقترب سعر الدولار من 1600 ريال في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، بعد أن كان متوسط سعر الدولار 215 ريالا قبل الحرب عام 2014.
وأدى التراجع في سعر العملة المحلية، إلى احتجاجات في عدة مدن يمنية، ومطالب شعبية متكررة بضرورة علاج أزمة الريال اليمني، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الجوع والفقر. ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذر، في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من أن الجوع في اليمن ازداد لدى شرائح واسعة من المجتمع، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار عالمياً، والغلاء الناجم عن تدهور أسعار الصرف. وقال البرنامج، في تغريدة عبر تويتر، إن "أزمة اليمن التي طال أمدها مدمرة لملايين العائلات.. أسعار المواد الغذائية تستمر في الارتفاع، ما يؤدي إلى ازدياد الجوع".