استمع إلى الملخص
- مبادرة FASST تهدف إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور، تعزيز الأمن القومي، جذب القوى العاملة الماهرة، وتحسين إنتاج الطاقة.
- الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة هائلة، مما يؤدي إلى انبعاثات كربونية كبيرة، ويتوقع أن يستهلك قطاع الذكاء الاصطناعي 3.5% من الكهرباء العالمية بحلول 2030.
قالت نشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة، يوم السبت، إن النمو السريع للذكاء الاصطناعي يشكل مخاطر كبيرة على أمن الطاقة في الولايات المتحدة، بسبب استهلاكه العالي للكهرباء. ووفق "أويل برايس"، فقد اقترحت وزارة الطاقة الأميركية مبادرة جديدة تسمى FASST لتسخير الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور مع معالجة تحديات الطاقة، وضمان إدارة الذكاء الاصطناعي بشكل لا يهدد إمدادات الطاقة في البلاد. وتهدف مبادرة FASST إلى تعزيز الأمن القومي، وجذب القوى العاملة الماهرة، ودفع الاكتشافات العلمية، وتحسين إنتاج الطاقة، وتطوير الخبرة في إدارة الذكاء الاصطناعي.
ووفق التقرير، فقد أثبت النمو الجامح لثورة الذكاء الاصطناعي، أنها غير قابلة للتحكم. وقال التقرير، مع سيطرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الأسواق وانتشارها كالنار في الهشيم، أصبح المنظمون عاجزين إلى حد كبير عن مواكبة تطور استخداماتها. وهناك أسئلة حول نطاق الذكاء الاصطناعي ومسؤوليته، ولكن هناك القليل من الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها. ثم هناك مسألة الاستهلاك الهائل للطاقة وما يرتبط بها من انبعاثات الكربون، التي أصبحت الآن كبيرة للغاية لدرجة أن العالم المتقدم يواجه أزمة طاقة كبيرة لم تشهدها منذ ما قبل ثورة النفط الصخري.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مؤخراً أن "الخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتطلب قدراً أكبر بكثير من طاقة الكمبيوتر، وبالتالي الكهرباء، مقارنة بالنشاط القياسي عبر الإنترنت، مما أدى إلى سلسلة من التحذيرات حول التأثير البيئي للتكنولوجيا".
ووفق الهيئة، فقد توصلت دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة كورنيل البريطانية إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT تستخدم طاقة أكثر بما يصل إلى 33 مرة من أجهزة الكمبيوتر التي تقوم بتشغيل برامج محددة المهام، ويستهلك كل استعلام عبر الإنترنت مدعوم بالذكاء الاصطناعي حوالي عشرة أضعاف الطاقة التي يستهلكها البحث القياسي.
وأوضح تقرير "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة، أنه من المتوقع أن يكون قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي مسؤولاً عن 3.5% من استهلاك الكهرباء العالمي بحلول عام 2030. وفي الولايات المتحدة، يمكن أن تستهلك مراكز البيانات وحدها 9% من توليد الكهرباء بحلول عام 2030، أي ضعف مستوياتها الحالية. ويشير التقرير إلى أن هذا التطور أحدث موجات كبيرة لشركات التكنولوجيا الكبرى. وفي وقت سابق من هذا الشهر كشفت شركة غوغل، أن انبعاثات الكربون لديها ارتفعت بنسبة 48% على مدى السنوات الخمس الماضية.
ولا تحتاج الولايات المتحدة إلى مزيد من النمو المتجدد لمواكبة الطلب النهم في قطاع التكنولوجيا فحسب، بل تحتاج إلى المزيد من إنتاج الطاقة، من أجل تجنب النقص المستقبلي في توليد الكهرباء. ويرى تقرير" أويل برايس" أن هنالك حاجة إلى اتخاذ إجراءات واسعة النطاق وسريعة على عدة جبهات من أجل إبطاء القطار الجامح لاستهلاك الطاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن تحتاج الولايات المتحدة أيضاً إلى مواكبة إنفاق الدول الأخرى على الذكاء الاصطناعي وتطويره من أجل مخاوف أمنها القومي.