النمو الاقتصادي في المغرب ينتظر قطرات السماء

26 أكتوبر 2022
الحبوب تغطي 71% من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في المغرب (فرانس برس)
+ الخط -

بدت الحكومة المغربية متفائلة بتحقيق معدل نمو يصل إلى 4% خلال العام المقبل 2023، مقابل تقديرات ببلوغه نحو 0.7% خلال العام الجاري، معتمدة في ذلك على زيادة إنتاج الحبوب، إلّا أنّ هذه الزيادة تبدو غير مؤكدة لارتهان المحاصيل بقطرات السماء.

ويرتبط النمو الاقتصادي في المغرب بشكل حاسم بتساقط الأمطار، التي تساهم في تحديد مستوى محصول الحبوب الذي اتسم بعدم الاستقرار خلال الأعوام الأخيرة. وتتوقع الحكومة بلوغ متوسط محصول الحبوب نحو 75 مليون قنطار (7.5 ملايين طن)، بعدما وصل إلى 34 مليون قنطار في العام الجاري و103 ملايين قنطار في الموسم الماضي.

وتشير بيانات وزارة الزراعة المغربية إلى أنّ الحبوب تغطي 71% من المساحة الإجمالية للأراضي الصالحة للزراعة، وتساهم في التشغيل بأكثر من ثلث إجمالي القوى العاملة في الدولة وبنحو 70% في المناطق الريفية.

وتساءل رشيد رحموني، ممثل فريق التقدم والاشتراكية في مجلس النواب، عند مثول رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الإثنين الماضي، أمام المجلس في إطار المساءلة الشهرية، عن سر تفاؤل الفرضيات التي وضعتها الحكومة حول النمو الاقتصادي.

وقال رحموني إنّه في الوقت الذي خفض الاتحاد الأوروبي، الشريك الأساسي للمغرب، توقعاته للنمو الاقتصادي، رفعت الحكومة المغربية توقعها للنمو إلى 4%، مُذكراً بما حدث في العام الحالي، حين توقعت الحكومة نمواً بنسبة 3.2%، غير أنه جرى خفض هذه التوقعات حاليا إلى 0.7% في سياق الجفاف والأزمة الاقتصادية العالمية.

ونبه رحموني إلى أنّ حالة الطقس اليوم متسمة بتأخر التساقطات المطرية، بما له من تأثير على المزارعين، الذين قد يتأخرون في عملية الحرث، ما قد يؤدي إلى عدم تحقيق محصول الحبوب المتوقع.

لكنّ رئيس الحكومة رأى أنّ هناك إمكانية لتحقيق أهداف الحكومة، مشيراً إلى أنّه سيتم بلوغ معدل نمو بنسبة 1.4% مع نهاية العام الجاري، بغض النظر عن التوقعات السابقة التي خفضت النمو إلى 0.7%. وأضاف أنه يمكن للمغرب بلوغ معدل النمو الاقتصادي المرتقب في سياق الدينامية الاقتصادية التي لا ترتهن فقط بالأمطار.

غير أنّ الخبير الاقتصادي محمد الهاكش قال، لـ"العربي الجديد"، إنّ تراجع الأمطار يستدعي مراجعة السياسة الزراعية، عبر التشديد على الزراعات التي تحقق السيادة الغذائية، مضيفا أن ضعف النمو الناجم عن شح تساقط الأمطار لا ينعكس فقط على المحاصيل، بل يتسبب في توسع دائرة البطالة في المدن، خاصة الأرياف.

وفي مقابل التقليل الحكومي من شأن الارتهان بالأمطار في تحقيق نمو اقتصادي، تتجه أنظار المزارعين إلى السماء، إذ ينشغلون أكثر بتساقط الأمطار بعد موسم جاف وتراجع مخزون المياه، إذ بلغ منسوب المياه في السدود المخصصة للأغراض الزراعية 23%، مقابل 34% في نفس الفترة من العام الماضي.

المساهمون