النفط يشق صعوده من بين الرماد... ارتداد الطلب يرفع الأسعار

13 ديسمبر 2020
طلب النفط يتزايد مع استعادة تدريجية للنشاط الاقتصادي (فرانس برس)
+ الخط -

تجاوز خام برنت مستوى 50 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ آذار/مارس، وهو ما يمثل علامة فارقة لسوق النفط الذي يشق طريقه للخروج من ركود عميق منذ شهور.

لم تعد الأمور إلى طبيعتها بعد، لكن المؤشرات  الإيجابية تتكاثر. الكم الهائل من الوقود الذي تراكم هذا العام في المراكب الصغيرة وصولاً إلى الناقلات العملاقة، ينضب بشكل مطرد، وذلك وفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وفي حين أن جائحة فيروس كورونا أسوأ من أي وقت مضى في الولايات المتحدة، فإن الطلب في أوروبا يرتد مرة أخرى مع تراجع الموجة الثانية من الإغلاق واستمرار آسيا في سحب كميات ضخمة من النفط الخام.

وقالت أميرتا سين، المؤسسة المشاركة لشركة إينيرجي آسبكت للاستشارات النفطية التي تتخذ من لندن مقراً لها لـ"بلومبيرغ" إن "النفط هو الأرخص من بين جميع الأصول التي تواجه الانكماش، مع طرح اللقاحات ببطء، نتوقع أن يبدأ المستثمرون في العودة إلى قطاع النفط وأن تستمر الأسعار في الارتفاع". إذ ارتفع النفط منذ أن أعلنت شركة فايزر عن نتائج تجاربها.

في بعض أنحاء العالم، يكاد انتعاش الطلب أن يكتمل وفق بلومبيرغ. قالت أكبر شركة تكرير في الهند الأسبوع الماضي إن مصانعها تعالج بكامل طاقتها وتتوقع انتعاشاً على شكل حرف V في استخدام الوقود. كما وصل استهلاك البنزين إلى مستويات ما قبل كوفيد أو بالقرب منها في الصين واليابان، ثاني ورابع أكبر مستهلكين للنفط في العالم.

سائقو السيارات الأوروبيون ينزلون إلى الطرق مرة أخرى حيث تخفف الحكومات من عمليات الإغلاق في دول بما في ذلك المملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا، وفقاً لمؤشر استخدام الطرق وحركة المرور الذي أعدته بلومبيرغ نيوز. وارتفع الشحن البري بشكل حاد حيث أعادت الشركات بناء المخزونات، فيما موسم التسوق في عيد الميلاد على قدم وساق.

مع تعافي الطلب، تفرض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها قيوداً مشددة على الإنتاج. ألغت المجموعة زيادة المعروض بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً في يناير/ كانون الثاني، ولن تضيف بدلاً من ذلك أكثر من 500 ألف برميل يومياً إلى السوق كل شهر في العام الجديد. ولا تزال تقديرات إنتاج النفط الصخري الأميركي في انخفاض.

وهناك أسباب للاعتقاد بأن 50 دولاراً قد يكون سقف سعر النفط في الوقت الحالي. قد يغري السعر المنتجين من بغداد إلى أوكلاهوما لزيادة الإنتاج. هناك بالفعل توترات داخل أوبك +، مع غضب بعض الأعضاء من الحصص الإنتاجية  التي فرضتها المنظمة على نفسها.

وقال محللون في سيتي غروب، من بينهم إد مورس: "قد يؤدي الارتفاع المستمر في الأسعار إلى جعل أوبك + أقل تحفظاً، مما يؤدي بدوره إلى تراجع الأسعار".

وشرح مايكل تران، المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس" لـ "بلومبيرغ": "كان هناك تحول واضح في سوق النفط. المضاربون يشترون العقود الآجلة ويتمسكون بها، خائفين من أن يفوتهم ارتفاع آخر في الأسعار.

المساهمون