في ظل أزمة طاقة حادة منذ سنوات، دشن رئيس النظام السوري بشار الأسد الخميس توربينات جديدة في معمل غاز وسط سورية بهدف زيادة إنتاج غاز البوتان المنزلي وتطوير وضع الكهرباء في البلاد.
وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن "الأسد" زار أمس معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، وشارك العمال والفنيين إطلاق المرحلة الأولى من تشغيل الضواغط التوربينية التي تم تركيبها حديثاً في المعمل، بهدف زيادة الإنتاج بنحو 500 ألف متر مكعب من الغاز يومياً، بما ينعكس خلال الفترة المقبلة على زيادة إنتاج محطات الكهرباء ورفع الكميات المنتجة من الغاز المنزلي.
وقال الأسد، خلال زيارته، إنه "في الأشهر القادمة وربما خلال عام سيكون وضعنا أفضل في مجال الطاقة، وهذا سينعكس على المواطن وعلى الخدمات والاقتصاد". وزعم أنه رغم كلّ الصعوبات والمشاكل، تقوم حكومة النظام "بإصلاح ما دمّره الإرهاب وتبني أيضاً أجزاء إضافية على معاملنا ومشاريعنا الاقتصادية".
وبداية الشهر الجاري، أعلنت وزارة النفط التابعة للنظام السوري البدء بإجراء تجارب التشغيل التجريبي لضواغط جنوب المنطقة الوسطى بهدف زيادة كمية الغاز المنتجة.
ويتألف المشروع، بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام "سانا" حينها، من أربعة ضواغط مقادة بأربع عنفات غازية، وتبلغ استطاعة كل ضاغط مليوني متر مكعب من الغاز يومياً.
وسيساهم تشغيل تلك الضواغط، بحسب ما أُعلن عنه، في إعادة عدد من الآبار المتوقفة عن العمل، وزيادة كمية الغاز المنتجة بحوالي 500 ألف متر مكعب يومياً.
ووفق أرقام حكومة النظام بلغ إنتاج الغاز الطبيعي العام الماضي نحو 4.5 مليارات متر مكعب، بمعدل إنتاج يومي بلغ 12.5 مليون متر مكعب، منها 12 مليون متر مكعب يومياً من الغاز النظيف، يُسَلَّم 79% منه لوزارة الكهرباء و6% لوزارة الصناعة و15% لوزارة النفط والثروة المعدنية.
وحول الوعود التي قدمها الأسد ومدى إمكانية تحقيقها شكك الخبير الاقتصادي السوري عبد الرحمن العتم، في حديث لـ "العربي الجديد"، في إمكانية أن تغيّر الأرقام المعلنة لتحسين إنتاج المعمل من الواقع بشكل كبير.
وأوضح أن استهلاك مناطق النظام للغاز المنزلي وفق أرقام رسمية هو بحدود 1200 طن يومياً في حين أن الإنتاج المحلي 400 طن يومياً، أي أن الإنتاج لا يغطي أكثر من 35 بالمائة من استهلاك السوق، هذا عدا حاجة محطات الكهرباء التي أشار إليها رئيس النظام السوري في حديثه، مردفاً: "نظراً إلى هذه الأرقام فإن الكمية المعلن عنها لا يمكن أن تصنع فارقاً كبيراً، هذا إن صدقت".
وتعاني مناطق سيطرة النظام السوري مؤخراً من شح كبير في توفر الغاز والمحروقات التي تأتي بمعظمها عبر خط الائتمان السوري - الإيراني عبر سفن بحرية. وتصل مدة انتظار العوائل لجرة الغاز المنزلية إلى نحو أربعة أشهر عبر البطاقة الذكية التي خصصتها حكومة النظام، في حين لا تكفي الجرة العائلة لأكثر من شهر ونصف.